سمي بحجر رشيد نسبة الى قرية رشيد حيث عثر عليه عام 1799م. فهو يحمل
مرسوما لبطليموس الخامس كتب باليونانية والهيروغليفية. وقام العالم الفرنسي
جان فرنسوا شامبوليون بفك رموز اللغة الهيروغليفية عبر مقارنة النص
اليوناني بالنص الهيروغليفي وهو
حجر من البازلت الأسود بكتابتها بثلاثة
لغات كانت مستعملة فى مصر فى ذلك الوقت واللغات هي الهيروغليفية
والديموطيقية والإغريقية (اليونانية القديمة ).
سمي بحجر
رشيد لأنه اكتشف بمدينة رشيد الواقعة على مصب فرع نهر النيل في البحر
المتوسط. قام بإكتشاف هذا الحجر في أغسطس سنة 1799 بيير فرانسوا كسافييه
بوشار وكان ضابطاً مهندساً أحد ضباط الحملة الفرنسية ، أثناء قيامه بأعمال
هندسية عند "قلعة جوليان" قرب رشيد ( ثغر فعلى مسافة 70 كم شرق الإسكندرية )
وعثرعلى الحجر تحت أنقاض هذه القلعة.
وهذا الحجر مرسوم ملكي صدر
في مدينة منف عام 196 ق.م. وقد أصدره الكهان تخليدا لذكرى بطليموس الخامس،
التي تبلغ متراً واحداً من حيث العلو، ويصل عرضها الى 73 سنتيمتراً و بسمك
27 سنتيمتراً.
واجمع العلماء على ان الخطين الهيروغليفى
والديموطيقى هما ترجمة للنص اليونانى فى الحجر واصبح المطلوب هو قراءة وفهم
لغة مجهولة وهى الهيروغليفية ترجم اليها نص مفهوم وهو اليونانية لكنهم
وجدوا ان النصين الهيروغليفى والديموطيقى لم يتركا فواصل بين الكلمات شأن
النص اليونانى ولذلك كان لا بد من التوصل الى موضع كل كلمة ومعناها ومحلها
من الاعراب
قد تبدوا المشكلة سهلة فى الظاهر ولكنها اوقفت امامها
العلماء حيث ان بداية النقش الهيروغليفى كان مهشما وقد كانوا يجهلون عدد
السطور المهشمة ولم يستطيعوا تحديد العدد بعدد السطور اليونانية لانهم لم
يكونوا قد علموا بعد الترجمة لهذه السطور وكان النص الوحيد السليم هو
الديموطيقى وكان من هؤلاء العلماء الذين تصدو لفك رموز هذا الحجر اكربلاد _
سيلفستردى ساسى - توصلا الى تحديد موضع اسم بطليموس فى النص ثم جاء بعدهما
يونج وهو طبيب وفزيائى بريطانى وتوصل الى ما توصلوا اليه ولم يستطيعوا
ابعد من ذلك اذ كان ينقصهم فى عملهم تحديد منهج ثم جاء شمبوليون الذى وضع
منهج لحل هذه الرموز لكن هناك اسئلة طرحت نفسها هل الكتابة المصرية تصويرية
؟
فتشير كل علامة فيها الى صوت واحد وما هى هذه الاصوات ؟وهل هى ابجدية ام مقطعية؟
وعكف على هذا المنهج حتى توصل الى ان الحروف الساكنة وحدها هى التى تكتب
مع اغفال الحروف المتحركة كنفس شان العربية والعبرية القديمة فلا يتبقى من
الكلمة سوى هيكلها وبعد بحث توصل الى ان النص المصرى يحتوى على عددمن
العلامات اكثر بكثير من النص اليونانى ومردها الى الكتابة المصرية القديمة
وكانت تصويرية وصوتية كما تضم علامات تقرا واخرى لا تقرا وبناء على ما توصل
اليه ذلك قرا جميع اسماء الملوك اليونانيين فى ترجمتها المصرية ثم تحول
الى الكلمات المصرية وساعدة علمة باللغة القبطية الى التوصل الى اسم الملك
(رمسيس ) ونجح فى فهم معنى الاسم وهو (رع انجبه ) ورع اله الشمس.
وبهذا بدا اولى خطواته الاولى فى فهم اللغة الهيروغليفية عام 1822 م _وفى
عام 1832 موضع كتابا فى قواعد اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية اصطلاحا
) وبدا فى اعداد قاموس لها ومن خلال رحلاتة فى مصر بدا فى اعداد مادة
لمجموعة مؤلفات ومحاضرات عن ذلك ولكنه توفى فى عمر 42 عام وبذلك تبدا رموز
اللغة الهيروغليفية فى الوضوح مع فك رموز حجر رشيد وتوالت بعد ذلك الترجمات
للنصوص المصرية القديمة على كافة اشكالها من برديات ونقوش على الاثار سواء
حجرية او خزفية فى المعابد والمقابر والاهرامات لتعطى الكثير فى تفسير
الحضارة المصرية القديمة تلك الرائعة القيمة
وقد نقل الحجر الى
لندن طبقا لشروط معاهدة 1801 بين الانجليز والفرنسيين، وهو الآن يعد واحدا
من أهم القطع الاثرية المعروضة بالمتحف البريطاني بلندن وهناك محاولات
مصرية تجرى لاسترداده ولكنها لم تنجح حتى الآن.
ويقال أن العالم
العربي كان مطلعا على العديد من اللغات القديمة المعروفة بزمنه ومن بينها
الكردية والنبطية والفارسية والهندية وبلغ عدد الاقلام (اللغات) التي
يعرفها 89 قلما بينها الهيروغليفية التي تضمنتها المخطوطة المعنية
بالدراسة. هناك مخطوطة أسمها "شوق المستهام في معرفة رموز الاقلام" لابن
وحشية النبطي المولود في ضواحي الكوفة يعتقد أنه كانوا اول من فك رموز
الهيروغليفية قبل عالم المصريات الفرنسي جان فرانسوا شامبليون بما يقارب
الالف عام , وكان اول من كشف المخطوطة المستشرق النمساوي جوزيف همر وقام
بطبعها في لندن عام 1806.