الأربعاء، 12 مارس 2014

قصر محمد علي بشبرا





فى عام 1809 قرر محمد على بناء أحد أجمل وأندر القصور فى العالم واختار بدايه نهر النيل فى شبرا ليكون مكاناً لهذا القصر وعلى مساحة 50 فداناً بدأ البناء و رغم سقوط السقف الا انه اعيد مرة اخرى فى عام 1812 اضيف الكثير من السواقى لتوفير المياه لهذا القصر

وللوصول الى هذا القصر والذى سمى بقصر الفسقيه نظراً لوجود نافورة ضخمة به امر محمد على بانشاء شارع شبرا 1847 وكان هدف محمد على ان يحول هذا الشارع الى مكان للنزهة والترويح خارج عاصمته مصر ولتحقيق هذا كان القرار بان يكون اعرض شارع فى مصر فى وقتها واكثرها استقامه.


واهميه هذا القصر ترجع الى ان عمارة هذا القصر على نمط جديد لم تكن تعرفه مصر من قبل فقد ساعدت المساحه الشاسعه للموقع الجديد على اختيار طراز معمارى من تركيا وهو طراز قصور الحدائق والذى شاع فى تركيا فى ذلك الوقت على شواطئ البوسفور والدردنيل وبحر مرمرة ويعتمد هذا التصميم فى جوهرة على الحديقه الشاسعه والمحاطه بسور ضخم تتخلله ابواب قليلة العدد وتتناثر فى هذة الحديقة عده مبان كل منها يحمل صفات معماريه خاصه جمعت بين عمارة للعالمين الغربى
والاسلامى .

أول ما أنشئ في القصر كان سراى الاقامه وكان مكانها فى وسط طريق الكورنيش الحالى وكان ملحقا بها عدة مبان خشبية لموظفي دوواوين القصر والحراسة بالاضافة الى مرسى للمراكب على النيل وفى عام 1821 اضيفت الى حديقة القصر "سراى الفسقية" والتى مازالت باقيه حتى الان وهى تتكون من مبنى مستطيل (76.5 متر فى 88.5 متر) اما التصميم الداخلى للسراى ففريد من نوعه حيث يعتمد على كتله محوريه عبارة عن حوض ماء كبير ( 61 متر فى 45.5 متر) وبعمق 2.5 متر ومبطن بالرخام والمرمر الابيض ويتوسط الحوض نافورة كبيرة محموله على تماثيل لتماسيح ضخمة ينبثق الماء من افواهها وفى اركان الحوض اربع نافورات ركنيه ويلتف حول الحوض رواق يطل على الحوض ببواكى من اعمدة رخاميه ( 100 عامود) وبعد ذلك بسنوات اضيفت الى حديقه القصر سراى الجبلايه وهو لا زال باقى حتى الان.


ايضا من الاشياء التى جعلت القصر متميزاً أنه شهد ادخال أول نظام للاضاءة الحديثة فى مصر بعد ان عرفت انجلترا هذا النظام عام 1820 على يد المهندس م . جالوى , فأمر محمد على باستدعائه لعمل التجهيزات الخاصه بذلك فى قصره


وقد تفرد القصر بالجمع بين الاسلوب الاوربى فى الزخارف وبين روح التخطيط فى العمارة الاسلامية فالقصر بنى بروح بناء المسجد فهناك 4 مظلات تحيط بفسقيه ضخمه وكأنها ساحه مسجد أما رسوم وزخارف القصر فنفذت باسلوب الرسوم الايطاليه والفرنسيه فى القرن التاسع عشر حيث استعان محمد على بفنانين من فرنسا وايطاليا واليونان وارمينيا لزخرفه قصره.


ومن الروائع التى يضمها القصر لوحات اثريه مرسومه تخص محمد على باشا واسرته وايضا هناك برج الساقيه الذى تتمثل معجزته وروعته فى ان المهندس الذى صممه كان يهدف الى تحقيق عده اشياء ....

فقد بناها على ارتفاع كبير ليحقق بفارق منسوب المياه قوة دفع كبيرة للمياه تكفى لتشغيل نافورة الفسقية بالاضافه الى انه يتم سحب مياه النيل عبر نفق ليصب بعد مروره فى الساقيه فى 4 احواض حيث يتم تنقيه المياه خلالها قبل مروره الى حوض الفسقيه ومنه الى قنوات للرى.


ويوجد فى النواحى الاربعة للقصر حجرات كبيره الشرقية القبلية تعرف بـ "صالة الجوز" لان الارضيه مفروشة بخشب الجوز
اما الحجرة الثانية الشرقيه البحرية والثالثة الغربيه البحرية تعرفان بصالة "البلياردو"
والرابعة الغربية " حجرة المائدة"

ولكن حالة القصر قد تدهورت بمرور الزمن مثل معظم الاماكن التاريخيه فى مصر ولكن بقدوم عام 2000 قررت وزارة الثقافه عمل خطة انقاذ لهذا القصر فتم عمل مراحل للترميم

الاولى : الترميم الانشائي والمعمارى
الثانية: ترميم الزخارف
الثالثة: تنسيق الموقع العام

وكان اخطر عمليات الترميم هو الجمالون الحامل لزخارف السقف وانقاذ الزخارف كان ايضاً مشكلة اخرى حيث ان اغلب تلك الزخارف لم يألفه المرممون المصريون لانه منفذ باسلوب الرسوم الايطاليه والفرنسيه من القرن التاسع عشر وعليه تم استدعاء 15 خبير فى ترميم الرسوم والنقوشات