الأربعاء، 12 مارس 2014

مسجد قرطبة







كان أشهر مسجد بالأندلس ومن أكبر المساجد في أوروبا بناه عبدالرحمن الداخل في مدينة قرطبة. وقد تحول المسجد إلى "كاتدرائية تناول العذراء" بعد سقوط الأندلس. وكان الشاعر الباكستاني محمد إقبال أول مسلم يصلي بالمبنى منذ سقوط الأندلس.

تواصل بناء المسجد الجامع على مدى قرنين من الزمان. وقد بدأ بناؤه عام 784 أمير قرطبة عبد الرحمن الداخل، الذي يسميه الإسبان عبد الرحمن الأول. أضاف له عبد الرحمن الناصر (ويسميه الإسبان عبد الرحمن الثالث) مئذنة جديدة. وقام الحكم الثاني في عام 961 بتوسيع رقعة المسجد وزين المحراب. آخر الإضافات قام بها المنصور بن أبي عامر عام 987.

كان أجمل المساجد البالغ عددها ألفا في مدينة قرطبة، وكان ثاني أكبر مسجد بالعالم وقت وجوده كمسجد.
صورة معلقة بجانب المحراب السابق وتظهر ملك قرطبة المسلم، ابن هود، وهو يسلم مفاتيح المدينة للملك فرديناند الثالث.

تحول المسجد إلى "كاتدرائية تناول العذراء" عام 1236 مباشرة بعد سقوط قرطبة في يد فرديناند الثالث من قشتالة

كان الشكل الأصلي لمسجد عبدالرحمن في عام 170 ه يتألف من حرم عرضه 73.5 متر، وعمقه 36.8 متر، مقسم إلى 11 رواقاً، بواسطة 10 صفوف من الأقواس، يضم كل منها 12 قوس ترتكز على أعمدة رخامية وتمتد عمودياً على الجدار الخلفي. وهذه الصفوف تتألف من من طبقتين من الاقواس، الأقواس السفلية منها على شكل حدوة الفرس، والعلوية تنقص قليلاً عن نصف دائرة، وهي تحمل سقفاً منبسطاً، يرتفع مقدار 9.8 متر عن الأرضية وفوقهم 11 سقفاً جمالونياً متوازياً، بينها أقنية عميقة مبطنة بالرصاص. والحرم ينفتح على الصحن بواسطة 11 قوس حدوي، ترتكز على عضائد على شكل T. والصحن عرضه 73.21 متر و عمقه 60.7 متر. ويوجد له باب غربي وباب شمالي على المحور الشمالي الجنوبي، كما له على الأرجح باب شرقي متوافق مع الأول. وكان للحرم باب واحد يعرف اليوم باسم (بويرتادي سان استيبان)، وللحرم أيضاً 3 دعائم للشرق والغرب، تبرز 1.5 متر، ودعامتان ركنتيان و على الأرجح 10 في الجانب الجنوبي، لتتحمل ضغط صفوف الأقواس. وسمك الجدران قدره 1.14 متر. والصحن لم يكن محاطاً بأروقة، والكتابات التى تزين واجهة المحراب يصعب فهمها، ومما كتب الآية السادسة من سورة السجدة (ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم). ومما كتب أيضا: موقف الإمام المستنصر بالله عبد الله الحكم. كما كتبت الآية 23 من سورة الحشر: (هو الله لا اله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون)، ومن أعمال الحكم في جامع قرطبة مد قنوات المياه إلى السقايات. والميضآت التى أحدثها، وقد أوصل الماء إلى المسجد عبر قناة مدها من سفح جبل العروس قرب قرطبة كما أنشا الحكم عدداً من المقاصير ، منها مقصورة "دار الصدفة" غربي الجامع، وقد جعلها مركزاً لتوزيع الصدقات، ومقصورة أخرى أمام الباب الغربي كان الفقراء يتخذونها مسكناً لهم. 

كانت مقاييس الجامع الأول (75 م × 65 م) بالإضافة إلى صحن الجامع، وفي عهد الامير الأموي الأندلسي (عبد الرحمن الأوسط) توسع فيه أكثر ، ثم المحراب والقنطرة الموجودة فوق الشارع الرئيسي الذي يمر غرب الجامع، والهدف منها انتقال الأمير عليها من قصره دون أن يمر في الشارع. في سنة (951 ميلادي) أنشأ ((عبد الرحمن الناصر))، مئذنة جديدة في أقصى صحن الجامع جهة الشمال، وهي على هيئة برج ضخم له شرفتان للأذان يصعد إليها بسلم داخلي، وهذه المئذنة لا تزال موجودة، وقد حولت إلى برج أجراس. وفي عهد ((محمد بن أبي عامر المنصور)) في عصر الأمير هاشم المؤيد عام 987 ميلادي زُيد في الجامع فأصبحت مقاييسه (125 متر × 180 متر) لتكون مساحته 22500 م2 أي خمسة أفدنة.

يعد صحن المسجد قطعة فنية فهو محاط بسور تتخلله سبعة أبواب ، و في جهته الشمالية توجد المئذنة ، و قد زرع الناس أشجار النارنج ، و أشجار الليمون فيه ، و لهذا يسمى صحن النارنج

تعرّض المسجد في سنة 400 هجرية للنهب ، بعد أن ترك الناس قرطبة ، نتيجة القتال الذي نشب بين المهدي وبين سليمان بن الحكم.
اجتاح قساوسة قرطبة سنة 633هـ / 1236 ميلادي، ما في قرطبة من مساجد و قصور ، و تعرّضوا للمسجد و خربوه.