الجمعة، 28 فبراير 2014

تمثال نهضة مصر







ألوف من المصريين تجمعوا من كل أنحاء الجمهورية ليشهدوا الاحتفال المهيب , الاحتفال بازاحة الستار عن تمثال<< نهضة مصر >> , تمثالنا الذي سنحكي حكايته اليوم .

كانت مصر في بداية هذا القرن تشهد نهضة في جميع المجالات , في الأدب والموسيقي والشعر والفنون بشكل عام , وكانت فكرة بعث المجد القديم في اطار التقدم الحديث هي روح العصر , فسميت الشوارع والمسارح بأسماء الملوك الفرعونية .. وسميت المؤسسات الحديثة بـ << آمون >> و<< أبو الهول >> , و<< الأهرام >> , واتجهت الفنون التشكيلية لتجسيد الأحياء الشعبية والروح المصرية القديمة .

في عام 1920 م كان الفنان المصري << محمود مختار >> في<< باريس >> واشترك وقتها في المعرض العام للفن التشكيلي , ولم يكن الاشتراك به أمراً سهلاً , فقد كانت الللجنة صارمة وصعبة الارضاء , ولكن مجرد الاشتراك في المعرض كان فخراً للفنانين .

وعرض << مختار >> تمثاله الذي سماه << نهضة مصر >> . ولفت التمثال أنظار اللجنة وانتخب << مختار >> من ضمن الفائزين .

وكان التمثال أصغر حجماً من التمثال الحالي , وقد كتبت عنه الصحف بعد فوزه مقالات تعرف به وبصانعه .

وقد وصف << أمين الرافعي >> التمثال في جريدة << الأخبار >> قائلا :

"امرأة مصرية ,فلاحة , واقفة , رافعة الرأس , بجانب تمثال << ابو الهول >> , هذه الفلاحة واقفة يدها اليمني علي رأيه تدعوه للنهوض من رقاده . وهو سمع النداء فرفع رأسه نحوها وأخرج صدره من الرمال واذناه تصغيان لندائها , هذا هو تمثال << مختار >>

وأقام << أمين الرافعي >> دعوة لانشاء التمثال وجعله رمزاً , ولاقت الدعوة قبولاً جماهيرياً وتحمس الكثيرون للفكرة .

تلاميذ صغار ارسلوا كل مدخراتهم ,سيدات بعن مجوهراتهن , وظهر من بين رجال الدين في "الأزهر " من يدعو لاقامة التمثال , وبعضهم جمع له التبرعات بعد الصلاة .

لاقي انشاء التمثال الكثير والكثير من العقبات , ولكن " مختار ومن عملوا معه واجهوا كل الصعاب ;ليتم نحت التمثال في ستى أشهر فقط , فأصبح التمثال رمزاً لارادة المصرية .