الأربعاء، 28 مايو 2014

كي الصدور .. عادة للحفاظ علي الفتيات في الكاميرون



 


 في الوقت الذي تحارب فيه بعض الأقطار العربية ظاهرة ختان الإناث نجد في دول غرب أفريقيا وخاصة الكاميرون ظاهرة أخرى غريبة وفريدة من نوعها وهي كيِّ صدور الفتيات لحمايتهن من الاغتصاب إذا بلغن. فحسب ما جاء في إحدى الدوريات المهتمة بالشأن الأفريقي أن عادة "كيّ" النهود، كما تُكوى الملابس، عادة قديمة وكانت تستعمل في الماضي لاعتقاد الناس بأنها تساعد على زيادة حليب الأم، إلا أنها اختفت مع الزمن لتعود إلى الظهور قبل بضع عقود بهدف تأخير "نضوج" الفتيات. ولا تقتصر هذه العادة على الكاميرون فقط، بل تمارَس في معظم دول غرب إفريقيا مثل توغو وبنين وغينيا الاستوائية ونيجيريا، أي أن ملايين الفتيات يعانين منها.
حيث تجلس إيميليين ندومبي في كوخها الخشبي ويُسمع بكاء رضيع من على بُعد أمتار من الكوخ. تحاول إيميليين إرضاع طفلتها وعلامات التألم بادية على وجهها وتقول لمراسل الدورية "حين أُرضع أطفالي فإن ثديي يؤلمني جدا بشكل لا أقدر أحيانا على تحمله. أنا لست الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة في القرية، فكل الأمهات يعانين منها".





تعيش إيميليين في قرية تقع شمال مدينة دوالا في الكاميرون. عمرها 35 سنة ولكنها تبدو أكبر من سنها بكثير، وهي تتحاشى مغادرة كوخها لأنها تخجل من الندوب في صدرها ومن حجم ثدييها الكبيرين مقارنة مع جسمها النحيل وتقول ، "منذ صغري كانت أمي تدلّك صدري بحجارة ملساء ساخنة مرارا وتكرارا، وكنت أتألم كثيرا". تسمع الأم الجالسة أمام الكوخ ما قالته إيميليين وتهز رأسها وتقول بأنها لم ترد إيذاء ابنتها وإنما أرادت حمايتها "نبدأ بتدليك الصدر حين تكون الفتاة في الثامنة من العمر تقريبا كي لا تبرز النهود وتجذب أنظار الرجال إليها".
ففي الكاميرون يخاف الأهل على بناتهم من الاغتصاب والحمل المبكر وما يجلبه من مشاكل للفتاة والعائلة فالفتاة تضطر إلى ترك المدرسة وتتضاءل فرصها في الحصول على وظيفة وقد لا تجد من يتزوجها، وفي بعض الحالات قد تنبذها عائلتها وأمام تنامي ظاهرة الاغتصاب والحمل المبكر في الكاميرون ودول المنطقة، تعتقد أمهات مثل والدة إيميليين، أنهن يحمين بناتهن عبر "طمس" علامات الأنوثة و لم تقدر والدة إيميليين على تغيير نضرات الرجال وصدّ عيونهم عن ابنتها، فحاولت تأخير نضوجها "نأخذ حجر طاحونة من الحجارة التي نطحن بها البهارات ونضعها في النار، ثم ُندلّك صدر البنت يوميا. وكل هذا للحيلولة دون الحمل المبكر".
لكن تدليك صدر إيميليين في صغرها لم يُجد نفعا، فعلى غير العادة نما ثدياها بسرعة عجيبة، وما إن بلغت الخامسة عشرة حتى وضعت طفلها الأول ثم تبعه خمسة أطفال آخرون. ومع كل طفل ازدادت آلامها وخاصة في فترة الرضاعة.