الجمعة، 28 فبراير 2014

الثورة الامريكية








1الثورة الأمريكية (1775 - 1783م).

هي الثورة التي قامت ضد بريطانيا، وأدت إلى ميلاد دولة جديدة باسم الولايات المتحدة. كانت الثورة أو الحرب الثورية قد اندلعت بين بريطانيا والولايات الثلاث عشرة الممتدة على الساحل الأطلسي في أمريكا الشمالية.

بدأت الحرب في 19 أبريل 1775م عندما اصطدم البريطانيون بالثوار الأمريكيين في مدينتي لكسنجتون وكونكورد في ماساشوسيتس، واستمرت ثماني سنوات وانتهت في 3 سبتمبر 1783م، عند توقيع معاهدة باريس بين بريطانيا والولايات المتحدة التي اعترفت فيها بريطانيا باستقلال الولايات المتحدة.



مذبحة بوسطن حدثت في 5 مارس عام 1770م، عندما أطلق جنود بريطانيون النار على بعض الأمريكيين وقتلوا خمسة منهم. هذه الدعاية الوطنية التي قام بحفرها الفنان بول ريفير لإثبات الحدث، سماها مذبحة بوسطن لتحريض المستوطنين ضد الحكم البريطاني.
أسباب الحرب وخلفياتها. كان النفوذ البريطاني في أمريكا الشمالية في أوجه قبل الثورة الأمريكية بسنوات قليلة. فقد تغلبت بريطانيا في حربها مع الفرنسيين والهنود، وكانت المعاهدة التي أنهت الحرب قد ضمنت لبريطانيا معظم الأراضي التي كانت بيد الفرنسيين في أمريكا الشمالية التي كانت تمتد من جبال الأبلاش في الشرق إلى نهر المسيسيبي، ومن ضمنها رقعة واسعة في كندا. كان معظم أهل المستعمرات الأمريكيين يفخرون بانتمائهم إلى الإمبراطورية البريطانية، في وقت كانت تُعتبر فيه أقوى الإمبراطوريات في العالم.


كان من حق المستعمرات أن تنتخب ممثليها لجمعية تشريعية تقوم بسن القوانين وفرض الضرائب، ولكن حاكم المستعمرة كان له حق نقض أي من تلك القوانين. وكانت بريطانيا تأمل من المستعمرات الأمريكية أن تخدم مصالحها الاقتصادية وقد رضيت المستعمرات بذلك بصورة عامة. والمثال على ذلك أنها امتنعت عن صنع المواد والسلع المنافسة لمثيلاتها البريطانية.


تغيُّر السياسة البريطانية. بدأت بريطانيا بتغيير سياستها بعد الحرب الفرنسية والهندية، وذلك بتشديد قبضتها على مستعمراتها الشاسعة في أمريكا، فصوت برلمانها على وجود جيش مرابط في أمريكا الشمالية. وصدر قانون يلزم المستعمرات بأن تؤمن لذلك الجيش الثكنات والتجهيزات كما صدر قرار بتخصيص أراضٍ واقعة غرب جبال الأبلاش لإسكان الهنود، ومنع البيض من إنشاء مستوطنات لهم في تلك الأراضي، وتعيين الحراس لإبعاد المستوطنين عنها. لقد اغتاظ المستوطنون من هذا القرار قائلين بأنه لا يحق لبريطانيا أن تمنعهم من الاستيطان، كما أن الكثيرين منهم كانوا يطمعون في تحقيق أرباح لهم في شراء الأراضي في الغرب.



دعاية بريطانية تُظهر اللوحة جماعة ثائرة من المستوطنين تنقض على جابي الضرائب، وتسكب عليه القطران وتجبره على شرب الشاي وهو يغلي. أما خلفية الصورة فتوضح بعض المستوطنين وهم يفرغون الشاي الإنجليزي في البحر.
قانون الطابع. رأت بريطانيا ضرورة مشاركة أهل المستعمرات في تحمل نفقات جيوشها في أمريكا، فأصدرت في سنة 1765م قانونًا عرف بقانون الطابع، بموجبه تُدفع رسوم على الصحف وورق اللعب والشهادات العلمية والعديد من المستندات الرسمية على غرار ما كان معمولاً به في بريطانيا.

اندلعت أعمال الشغب في المستعمرات احتجاجًا على هذا القانون، ورفض الناس السماح ببيع تلك الطوابع متعللين بأنه لا يحق لمجلس البرلمان البريطاني أن يفرض ضرائب على المستعمرات، لاعتقادهم بأن ذلك هو من حق هيئتهم التشريعية التي انتخبوها. وقرر التجار في جميع الموانئ أنهم سيقاطعون البضائع البريطانية مالم يقم مجلس البرلمان بإلغاء ذلك القانون. وقد ألغى مجلس البرلمان قانون رسم الطابع في السنة التالية مصدرًا قرارًا آخر يجعل للملك والبرلمان الحق التشريعي في إصدار القوانين الخاصة بالمستعمرات في كل المسائل.


قانونا تاونزهند. أصدر البرلمان البريطاني بعد ذلك قانوني تاونزهند، نسبة إلى وزير الخزانة آنذاك، فَرَض أحدهما ضريبة على الرصاص والأصباغ والورق والشاي كما فرض الآخر إنشاء مكتب للجمارك لجمع الضرائب في بوسطن. وتسبب القراران في تجدد الاحتجاجات التي ألغيت على أثرها تلك الضرائب باستثناء الضريبة المفروضة على الشاي. وخرجت المظاهرات ضد الضريبة مرة أخرى ولاسيما في مدينة بوسطن، فتصدى الجنود البريطانيون للمتظاهرين وقتلوا منهم خمسة أشخاص. وقد سمى الأمريكيون هذا الهجوم مذبحة بوسطن.


قانون الشاي:
بدأ الأمريكيون يُهرِّبون الشاي من هولندا لتلافي دفع ضريبته، وكانت شركة الهند الشرقية البريطانية الممولة للشاي إلى المستعمرات، قد أصيبت بأضرار بسبب المقاطعة والتمست المساعدة من البرلمان، فقرر تخفيض الرسوم فاستطاعت الشركة أن تخفض سعر الشاي إلى مستوى أدنى من سعر الشاي المهَّرب، غير أن المستوطنين استمروا في المقاطعة، ورفض التجار بيعه وقام عدد من أهالي بوسطن متنكرين في أزياء هندية بالهجوم على السفن المحملة بالشاي في الميناء، وألقوا بشحناتها في الماء. وعرفت هذه العملية ببوسطن تي بارتي.


القوانين القسرية:
اغاظ ذلك الملك جورج ووزراءه فأصدروا عددًا من القوانين في 1774م سماها الأمريكيون القوانين غير المحتملة، من بينها قانون يأمر بإقفال ميناء بوسطن إلى أن يدفع الأهالي قيمة الشاي الذي أتلفوه، وقانون آخر أوقف فعاليات الهيئة التشريعية في ماساشوسيتس وتوسيع صلاحيات حاكمها البريطاني.


الكونجرس القاري الأول:

عقد الكونجرس القاري الأول اجتماعًا في فيلادلفيا من 5 سبتمبر إلى 26 أكتوبر 1774م وصوت لصالح قطع العلاقات التجارية مع بريطانيا ما لم تقم بإبطال القوانين القسرية، كما وافق على اقتراح بقيام المستعمرات بتدريب رجالها على فنون الحرب. ولم يتطرق أي من الوفود إلى موضوع الاستقلال.

بداية الحرب :

كان الدفاع عن الأمريكيين في بداية الحرب موكولاً إلى الجيش الوطني أو المليشيات التي تطورت وأصبحت جيشًا منظمًا تحت اسم الجيش القارِّي بقيادة جورج واشنطن، واعتمد البريطانيون على جيش رسمي وعلى مجموعة من المرتزقة من ألمانيا.



معركة بنكرهل كانت أول معركة رئيسية أثناء الثورة الأمريكية. وكان البريطانيون يتوقعون تحقيق نصر سريع، إلا أنهم أُجُبروا على التراجع مرتين تحت تأثير نيران البنادق التي كانت تنصب عليهم من فوق التل الحصين. وقد تم إجلاء الأمريكيين عن التل بعد أن نفدت ذخيرتهم.
لكسنجتون وكونكورد. في شهر فبراير 1775م أعلن البرلمان البريطاني أن ماساشوسيتس منطقة عصيان، وقرر القائد البريطاني الجنرال جيج وبصحبته 700 جندي الاستيلاء على مخازن الأسلحة والبارود الموجودة لدى الثوار في مدينة كونكورد قرب بوسطن، فتصدى له عدد من أفراد الميليشيات المدربين وفقد الجنرال خلال هذه الحملة 250 جنديًا، في حين بلغت خسائر الأمريكيين 90 مقاتلاً.

انتشرت أخبار المصادمات بين الطرفين، وأخذ رجال الميليشيات في أنحاء نيوإنجلاند أسلحتهم واحتشدوا خارج مدينة بوسطن. هاجم البريطانيون تحصينات الأمريكيين قرب بوسطن، واستطاع هؤلاء صد ثلاث هجمات بريطانية قبل أن تنفد ذخائرهم، وخلال الهجوم الثالث للبريطانيين أُجبر الأمريكيون على الفرار، وكانت هذه المعارك التي سميت باسم بنكرهل أكثر المعارك دموية، إذ بلغت خسائر البريطانيين أكثر من ألف رجل، وخسائر الأمريكيين أربعمائة مقاتل بين قتيل وجريح.



استسلام البريطانيين في ساراتوجا في 17 أكتوبر 1777م، أصبح نقطة تحول في مسار الحرب. توضح هذه اللوحة الجنرال جون بيرجوين وهو يسلم سيفه للجنرال هوراشيو جيتس.

إخلاء بوسطن:

على إثر انتصار الأمريكيين على الحاميتين البريطانيتين في فورت تيكونديروجا وكراون بوينت في نيويورك في عام 1775م، استطاعوا الحصول على كميات كبيرة من المدافع، تم توجيهها نحو بوسطن في أواخر 1775م، مما أجبر قائد الجيش البريطاني في المدينة الجنرال هاو على إخلائها والانتقال إلى كندا في مارس 1776م.


إعلان الاستقلال :

خلال انعقاد المؤتمر القاري الثاني في مايو 1775م، كان عدد قليل من الوفود يرغب في الانفصال عن البلد الأم. وقد وافق المؤتمر على تقديم التماس غصن الزيتون الذي عبر فيه الموفدون عن إخلاصهم للملك جورج الثالث وعن رغبتهم في أن يسعى الملك إلى معالجة شكاواهم. تجاهل الملك هذا الالتماس معلنًا أن جميع المستعمرات إنما هي في حالة عصيان. وقد أقنع هذا التصرف أكثر الوفود باستحالة التوصل إلى حل سلمي لهذه المشكلات مع بريطانيا. وفي 4 يوليو 1776م تبنى الكونجرس إعلان الاستقلال. وكان هذا بمثابة إعلان ميلاد الولايات المتحدة الأمريكية، وأعقب ذلك أن أعلنت كل مستعمرة من المستعمرات الثلاث عشرة السابقة نفسها ولاية، وتوحدت هذه الولايات تحت حكومة مركزية ضعيفة.

استمرار الحرب :

المدفعية كان لها دور فعال في الهجوم والدفاع. وكان إطلاق المدافع بطيئًا لأن على الجنود تنظيف الماسورة بعد كل طلقة.

البندقية يمكن إطلاقها بدقة أكثر من المسكت «نوع من البنادق القديمة». وقد استعملها سلاح الحدود الأمريكي بكل براعة.




بعد إعلان الاستقلال، كان على الأمريكيين أن يحافظوا عليه بالقوة، وكانت تلك مهمة صعبة، إذ أن كثيرًا من الأمريكيين لم يشغلوا أنفسهم بالحرب، وظلوا محايدين وكان المتعاطفون مع بريطانيا والثوار يؤلفون نحو سدس المستعمرين. ودارت بين البريطانين والثوريين عدة معارك.


كانت استراتيجية البريطانيين تهدف إلى القضاء على الثوار في الشمال.

كمبيجن:

بعد إخلاء بوسطن مباشرة في مارس 1776م، خطط الجنرال هاو للعودة إلى المستعمرات الأمريكية ونزل في جزيرة ستاتن في ميناء نيويورك وتبعه رجال كلينتون وأفواج الهيسيين. وكان هاو يقود 45 ألف جندي وملاح مدرب، يقابلهم من الأمريكيين 20 ألف مقاتل قليلو الخبرة والعتاد. وكان واشنطن قد نقل جنوده إلى نيويورك على إثر انسحاب البريطانيين من بوسطن، وقام الأمريكيون بتحصين مرتفعات بروكلين في الطرف الغربي من لونج أيلاند. وعندها نزلت القوات البريطانية هناك وأحاطت بالأمريكيين من الجهة الأمامية وبدأت المعركة. غير أن بطء هاو في التحرك أثناء الهجوم الثاني قد مكن الأمريكيين من سحب البقية الباقية من جنودهم. واستطاع البريطانيون أن يخرجوا الأمريكيين من نيويورك وظلت المدينة في أيديهم إلى أن انتهت الحرب.

كان جيش واشنطن على وشك الانهيار، ولم تستطع ميليشيات نيوجيرسي مساعدته. ومع ذلك فقد أضاع هاو فرصة تدمير الجيش القاري بتأجيل هجومه إلى موسم الربيع.

في إحدى الليالي الباردة التي صادفت 25 ديسمبر 1776م، استطاع واشنطن بعد أن عبر نهر ديلاوير أن يضرب مدينة ترنـتون في هجوم مباغت مع جنوده البالغ عددهم 2,400 رجل، وأخذ من الهيسيين الذين كانوا يدافعون عن المدينة 900 أسير.

ساراتوجا:

تقدم الجيش البريطاني في صيف عام 1777م من كندا نحو الجنوب بقيادة برجوين، وتقابل مع القوات الأمريكية في منطقة قريبة من نهر هدسن، وقد أنقذ حلول الظلام والجنود الهيسيون القوات البريطانية من هزيمة محققة في المعركة التي اشتهرت باسم معركة مزرعة فريمان الأولى. ولكن بيرجوين خسر معركة مزرعة فريمان الثانية وبدأ التراجع. وسرعان ما وجد نفسه وبشكل مفاجئ محاطًا بالقوات الأمريكية في ساراتوجا بقيادة الجنرال جيتس الذي كان يقود الجناح الشمالي للجيش القاري، واستولى الأمريكيون على كميات هائلة من الأسلحة وأخذوا ما يقارب ستة آلاف أسير.

8- ساعد الفرنسيون الأمريكيين سرًا في مجهودهم الحربي، وزودوهم بالقروض والأسلحة، غير أن الفرنسيين لم يكونوا يرغبون في التصريح بذلك علنًا قبل أن يحقق الأمريكيون نصرًا واضحًا خلال الحرب. وكان الانتصار الذي حققوه في ساراتوجا نقطة تحول في سير الحرب.

في سنة 1778م وقَّع الفرنسيون معاهدة تحالف مع الأمريكيين وزودوهم بالجنود والسفن الحربية، كما دخل الأسبان الحرب كحلفاء لفرنسا، ثم هولندا سنة 1780م. وبدخول فرنسا الحرب اضطرت بريطانيا إلى توزيع جيوشها في مواقع أخرى ضد فرنسا وبذلك لم يعد في وسعها تأمين قوة كافية لمحاربة الأمريكيين في الشمال.

فالي فورج. قضى جيش واشنطن وعدد أفراده عشرة آلاف جندي، شتاء 1777-1778م في فالي فورج في بنسلفانيا، وكان بحاجة إلى ملابس وأغذية، وقد هلك ربعهم من سوء التغذية والإصابة بالأمراض، وترك الكثيرون منهم الجيش.

أشهر معارك الجنوب :

حصار يورك تاون حدث في أكتوبر عام 1781م، وقد كانت آخر معركة كبرى أثناء الثورة الأمريكية. وقد شرعت بريطانيا في إجراء محادثات بقصد السلام مع الأمريكيين بعد عدة أشهر من هزيمتها في يورك تاون.


السافانا وتشارلستون :

غير البريطانيون خططهم الحربية بالتركيز على المستعمرات الجنوبية بدلاً من الهجوم على الشمال. وقد أصبح كلينتون قائدًا عامًا للقوات البريطانية في أمريكا الشمالية في مايو 1778م. وفي هذه السنة، بدأت الحملة على الجنوب، وتمكنت القوات البريطانية في نهاية تلك السنة من السيطرة على جميع أنحاء ولاية جورجيا. وفي أوائل 1780م، نزلت القوات البريطانية قرب تشارلستون في ساوث كارولينا ثم استسلمت قوات الجنرال بنيامين البالغ عددها 5,500 مقاتل يؤلفون مجموع القوات الأمريكية تقريبًا في الجنوب.


كامدن:

وعلى إثر ذلك كلف المؤتمر القاري الجنرال جيتس بطل ساراتوجا بتشكيل قوة جنوبية أخرى تحل محل القوة المستسلمة في تشارلستون. وقد تشكلت القوة على عجل من جنود تنقصهم الخبرة والتدريب وذهب بهم إلى كامدن، بجنوب كارولينا، لمواجهة الحامية البريطانية هناك.



التقى الجيشان يوم 16 أغسطس 1780م بصورة غير متوقعة خارج كامدن، وبدأت المعركة، غير أن معظم أفراد الميليشيات فروا من المعركة دون أن يطلقوا رصاصة واحدة، واشترك الباقون في المعركة فكانت إصاباتهم فادحة وأجبروا على التراجع. وهكذا تغلبت القوات البريطانية على جيش أمريكي آخر.

وقد تلقى الأمريكيون ضربة أخرى حين اكتشفوا أن أحد قوادهم وهو الجنرال أرنولد الذي كان يقود حامية، قد انضم إلى البريطانيين في وست بوينت بنيويورك، وتمكنوا في الوقت المناسب من الحيلولة دون تسليمه القاعدة للبريطانيين.


نهاية الحرب :

وصلت فرقة فرنسية قوامها 5,500 جندي بقيادة روشامبو إلى أمريكا في يوليو 1780م. وكان الأمريكيون يأملون في إخراج البريطانيين من نيويورك بمساعدة الفرنسيين. وفي نهاية سبتمبر 1781م حاصرت قوة مشتركة من الطرفين القوات البريطانية بقيادة كورنواليس في يوركتاون وأجبرتها على الاستسلام، وبلغ عدد الأسرى أكثر من ثمانية آلاف وهم يشكلون أكثر من ربع القوات البريطانية في أمريكا الشمالية. وكانت معركة يوركتاون آخر معركة كبيرة خلال الحرب. وخشية أن تؤدي مواصلة المعارك إلى فقدان مناطق أخرى، فقد لجأ البريطانيون إلى محادثات السلام مع الأمريكيين منذ عام 1782م.


معاهدة باريس :

تم توقيع معاهدة باريس في 3 سبتمبر 1783م، اعترفت بريطانيا بموجبها باستقلال الولايات المتحدة، وانسحب آخر الجنود البريطانيين من نيويورك في نوفمبر 1783م.


الخسائر. بلغ مجموع القتلى من الجانب الأمريكي 25 ألفًا وحوالي 1,400 مفقود، وخسائر الجانب البريطاني 10 آلاف رجل، هذا فضلاً عن الأضرار الاقتصادية التي أصابت الطرفين، وأوشكت بريطانيا على الإفلاس التام ، لكنها عوضت بعض الخسائر المالية بالضرائب التي فرضتها على تجارتها التي ازدهرت مع الدولة الجديدة.

كذلك تضررت اقتصاديات فرنسا كثيرًا، وكانت على وشك الإفلاس في سنة 1788م. وتعد هذه المشكلات المالية ذات أثر كبير في اندلاع الثورة الفرنسية سنة 1789م.

بوبال الكارثة المستمرة (1984 – 2001)






في ليل الثاني من ديسمبر 1984 تسرب 40 طنا من غاز Methyl Isocyanate وغيره من الغازات القاتلة من مصنع مبيدات الآفات التابع لشركة يونيون كوربايد في بوبال في الهند. وكانت تلك اسوأ كارثة كيميائية على الاطلاق. وقدر عدد القتلى بين 3500 و 7500 جراء التعرض المباشر للغاز غير ان الرقم ما زال غير مؤكد. للاسف ، ان ليلة الحادثة تلك كانت بداية مأساة ما زالت مستمرة إلى اليوم. قامت يونيون كاربايد التي كانت تملك مصنع المبيدات عند وقوع تسرب الغاز بالتخلي عنه مخلفة وراءها كميات ضخمة من السموم الفتاكة كما تركت لسكان بوبال مخزونا ملوثا من المياه و ارثا ساما مازال يوقع الاصابات حتى يومنا هذا. ويعيش اليوم اكثر من 29 الف نسمة في محيط موقع المصنع حيث يواجه جيل جديد من الاطفال انعكاسات الارث الصناعي السام على حياتهم وصحتهم كما لقي 16 الف شخص مصرعهم بينما اصيب حوالي نصف مليون بالأذى . لقد توفي كثيرون في اسرتهم بينما خرج غيرهم من منازلهم فاقدي البصر ليموتوا اختناقا في الطريق ولقي كثيرون حتفهم لا حقا بعد ان وصلوا المستشفيات ومراكز الطوارئ. وكانت العوارض الحادة الأولى هي التقيؤ والحريق في العينين والانف والحنجرة وقد حصلت اكثرية الوفيات بسبب قصور في جهاز التنفس وقد ادى الغاز السام لدى البعض إلى زيادة الافرازات الداخلية بصورة مبالغة ما ادى إلى انسداد رئتهم بالسوائل بينما ادى انقباض القنوات الرئوية إلى اختناق غيرهم وعانى كثيرون ممن نجوا من اليوم الاول لاحقا من تلف دائم في الرئتين. كما اشارت فحوصات اخرى خضع لها الناجون إلى عوارض عصبية بما فيها الام الراس واختلال التوازن والاكتئاب والارهاق وتوتر الطباع. كما برزت اختلالات واضرار في الجهاز المعدي المعوي والنظام العضلي والعظمي وجهاز المناعة والتناسل.

تخلصت يونيون كوربايد من اسمها واعلنت اندماجها مع شركة داو كيميكالز المتعددة الجنسيات والتي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها. وعمدت شركة داو إلى شراء يونيون كوربايد بمبلغ 9.3 مليار دولار ما ادى إلى انشاء ثاني اضخم شركة كيميائية وذلك لم يكسبها موجودات الشركة فحسب بل ايضا واجباتها المتعلقة بكارثة بوبال. غير ان شركة داو مازالت ترفض تحمل المسؤولية المعنوية عن اعمال يونيون كوربايد في بوبال وبينما مازالت المحاكم الاميركية تبحث في مسؤوليتها القانوينية تتواصل معاناة سكان بوبال لا من الحادثة فحسب بل ايضا من التعرض لموقع المصنع الملوث . فحسب شركة داو تتمتع الشركتان بمدخول سنوي مشترك يفوق 24 مليار بينما تبلغ اسمهمها في الاسواق قرابة 35 مليار وتملكان موجودات تفوق 30 مليار دولار. وعليه فانه يجب محاسبة الشركات التي تصنع وتستخدم وتطلق المواد الكيميائية السامة في البيئة على الاضرار التي تلحقها بحياة البشر لذا تعمل غرينبيس مع المنظمات المحلية في بوبال لحث داو / يونيون كاربايد على تحمل المسؤولية الكاملة وتنظيف الموقع والتعويض بالكامل على ضحايا الكارثة.

إذا كنتم الان تفكرون ان بوبال كارثة ما حدثت منذ 17 عاما في بقعة ما في الهند سبق وانمحت من واقعكم فأعيدوا النظر في افكاركم فالمواد الكيميائية السامة مازالت تستخدم اليوم في انتاج المصانع في جميع انحاء العالم ولا ضمانة علىعدم وقوع كارثة اخرى قرب منزلكم ونذكر مثالا ليس ببعيد هو الزلزال الذي ضرب تركيا عام 1999 واوقع الاف القتلى وصدع المصانع الكيميائية التي تلوث البيئة بخليط من المواد الكيميائية وحتى دون كوارث كهذه تستخدم الصناعات الخطيرة يوميا المواد الكيميائية في عمليات التصنيع كما يتم التخلص يوميا من مواد ومنتجات سامة ما يعرض كل فرد منا إلى سموم نحن بغنى عنها ولذلك تصر غرينبيس على صراعها من اجل عالم خال من المود السامة فلا حل آمنا للتلوث السام الحل الوحيد يكمن في الغاء تلك الكيميائيات من بيئتنا.

بركان فيزوف







هو جبل بركاني في ايطاليا , إلى اليمين من فيزوف تقع مدينة نابولي، وإلى الشرق تقع بومبي

يعد فيزوف من اشهر الجبال البركانيه علي الاطلاق , ويعتبر الجبل البركاني الثائر الوحيد في قارة اوروبا الي جانب عدة براكين في ايطاليا

أول ثوره لفيزوف كانت عام 79 م. واستمرت ثورته لمدة 16 عاما, صحبها تشققات وأصوات وهزات أرضية خفيفة ضربت جنوب إيطاليا تلاها بعد ذلك إزالة الصخور المتراكمة عند فوهته القديمة, حصل بعدها تمدد كبير وفجائي للغازات المحبوسة تحتها, ومع تزايد ضغط هذه الغازات حدثت انفجارات عنيفة نتج عنها طفوح بركانية من نوع الخفاف غطت مدينة بومبي ومدينة هركولانيوم المجاورة لبركان فيزوف

وبومبى هى مدينة رومانية كان يعيش فيها 20.000 نسمة 40% منهم عبيد ,تقع بالقرب من خليج نابلس في إيطاليا

البركان طمر المدينة بالرماد لمدة 1.600 سنة حتى تم أكتشافها في القرن الثامن عشر . بدأ البركان بالثوران في ظهيرة 24 أغسطس عام 79 م .محدثا سحبا متصاعدة من الدخان كشجرة الصنوبر غطت الشمس وحولت النهار إلى ظلام دامس , حاول سكان القرية الفرار ولجأو إلى بيوتهم لحمايتهم . ذلك اليوم كان معدا لعيد إله النار عند الرومان , شاهد العيان الوحيد كان بليني الصغير الذي وصف سحب متصاعدة والبركان يقذف نيران هائلة وتساقط رماد سميك وهزات مصاحبة وأرتفاع لمستوى سطح البحر أو مايعرف اليوم ب تسونامي , وتحول النهار إلى ليل معتم في المدينة



وقد قام عمده بليني الأكبر بالتوجه عبر البحر لرصد الظاهرة وتوفي من الغازات المتصاعدة . المدينة فقدت حتى عام 1738 حيث أكتشفت هركولانيوم وفي عام 1748 أكتشفت بومبي . وأكتشف فيها الضحايا موتى في أوضاعهم التي كانوا عليها , وأكتشف طابع المدينة الغني والترف و فترة الإمبراطورية الرومانية والعمارة والحياة الاجتماعية وغيرها .

هدأ فيزوف لمدة 1500 عام، ولكنه عاد ليثور عام 1631 وقتل وقتها 18000 نسمة، ومنذ ذلك التاريخ وهذا البركان لم يخمد بصورة نهائية.

يقال ان هذه الكارثه كانت غضباً الهياً بسبب انها كانت تشتهر بانتشار أفعال قوم لوط  وان هذه الافعال كانت علنيه فعاقبهم الله كما عاقب قوم لوط والله أعلم .


كارثة تشيرنوبيل








...هي كارثه وقعت في مفاعل تشيرنوبيل بالاتحاد السوفييتي سابقاً , اوكرانيا حالياً.

 تعد أكبر كارثة نووية شهدها العالم. في يوم السبت 26 أبريل من عام 1986 حيث كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي (1،2،3) بينما كان يتم إجراء عملية محاكاة وتجربة في الوحدة الرابعة التي وقع فيها الانفجار. كما ساهم عامل بنية المفاعل في الانفجار حيث أن التحكم في العملية النووية كان يتم بأعمدة من الغرافيت.

في حين أن رئيس الفريق إنتبه إلى الخطر وحاول إغلاق المفاعل مما يجعل أعمدة الغرافيت تنزل في قلب المفاعل وتبطئ من سرعة التفاعل النووي وتكون الحرارة، إلا أن هذه الطريقة جعلت الحرارة تزداد لوهلة قبل أن تشرع في الانخفاض. وبما أن المولد كان غير مستقر والدورة الحرارية مشوشة من آثار الاختبار، كان هذا هو العامل الذي أدى إلى اعوجاج أعمدة الغرافيت وعدم إمكانية إسقاطها في قلب المفاعل وجعل الحرارة ترتفع بشكل كبير وتشعل بعض الغازات المتسربة وتتسبب في الكارثة.

نتج الخلل عن تراكم أخطاء بشرية وقلة خبرة مهندسين شبان قاموا بالمنوابة تلك الليلة. وأدي ذلك إلى حدوث اضطراب في إمدادات الطاقة في جمهورية أوكرانيا السوفيتية، كما أدى إلى إغلاق المصانع وتعطل المزارع وبلغت الخسائر المادية ماقيمته أكثر من ثلاثة مليارات دولار أمريكي. وقد لقى 36 شخصا مصرعهم وأصيب أكثر من 2000 شخص.

وعقب الانفجار أعلنت السلطات في أوكرانيا أن منطقة تشرنوبل "منطقة منكوبة" والتي تشمل مدينة بربيات التي أنشأت عام 1970 للإقامة العاملين في لمفاعل وتم اجلاء أكثر من 100 ألف شخص من المناطق المحيطة بالمفاعل. وبعد حدوث الانفجار بدأت عمليات دفن وتغليف المفاعل بالخرسانة المسلحة لمنع تسرب الإشعاع الناجم عنه والذي أدى إلى وفاة عدد كبير في السنوات اللاحقة متأثرين بالإشعاع وخاصة أمراض سرطان الغدة الدرقية.

إلا أنه في الأعوام الأخيرة لوحظ تشقق في الغلاف الخرساني لذلك هناك دراسات لعمل غلاف جديد اسمك وأفضل عزلا. وربما كان قيام الاتحاد السوفييتي بالإعلان عن حدوث هذا الانفجار على أراضيه، ثم طلب المعونة من دول العالم، أحد مظاهر التغيير في سياسة البلد الذي كان يتزعم الكتلة الشيوعية والذي كان لا يكشف عن مثل تلك الأحداث أبدا.


كارثة تشرنوبل تصنف عالميا كأسوأ كارثة للتسرب الإشعاعي والتلوث البيئي شهدتها البشرية حتى الآن.

وقعت الكارثة في السادس من أبريل/نيسان 1986 في القسم الرابع من مفاعل محطة تشرنوبل بالقرب من مدينة بريبيات في أوكرانيا التي كانت حينذاك واحدة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.

وحدثت الكارثة عند إجراء الخبراء بالمحطة تجربة لاختبار أثر انقطاع الكهرباء عليها، وأدى خطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم وتوليد الكهرباء إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الاشتعال.

وتسبب هذا في انصهار قلب المفاعل الرابع وحدوث انفجارين كبيرين أعقبهما اشتعال النيران بكثافة في هذا المفاعل، وحملت الحرارة والدخان الناتجان من النيران المشتعلة المواد المشعة إلى السماء لمسافة كيلومتر واحد بالمنطقة، وخلفت الانفجارات والحرائق سحابة قاتلة من الإشعاعات النووية انتشرت في أوكرانيا وجارتيها روسيا البيضاء وروسيا.

وتجزأت سحابة الإشعاعات النووية إلى ثلاث سحابات أخرى ساعدت الرياح في حمل أولاهن إلى بولندا والدول الإسكندنافية والثانية إلى التشيك ومنها إلى ألمانيا والثالثة إلى رومانيا وبلغاريا واليونان وتركيا.


وتسبب انفجار المفاعل فور وقوعه بمصرع 31 من العاملين ورجال الإطفاء بالمحطة جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع، وتباينت التقديرات حتى الآن بشأن العدد الحقيقي لضحايا هذه الكارثة، حيث قدرت الأمم المتحدة عدد من قتلوا بسبب الحادث بأربعة آلاف شخص، وقالت السلطات الأوكرانية إن عدد الضحايا يبلغ ثمانية آلاف شخص.

وشككت منظمات دولية أخرى في هذه الأرقام وتوقعت وفاة ما بين عشرة آلاف وأكثر من تسعين ألف شخص نتيجة إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية المميت.

وتنبأت منظمة السلام الأخضر بوفاة 93 ألف شخص بسبب الإشعاعات الناشئة عن الحادث، وسجلت المنظمة الطبية الألمانية ضد الحرب النووية إصابة أربعة آلاف شخص في منطقة الحادث بسرطان الغدة الدرقية.

وذكرت المنظمة الألمانية أن المنطقة المحيطة بمفاعل تشرنوبل شهدت تصاعدا كبيرا في معدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية أكثر من أي أنواع أخرى من السرطان ولا سيما بين من كانوا في سن 18 عاما وقت وقوع الكارثة.

وأشارت إحصائية رسمية لوزارة الصحة الأوكرانية إلى إن 2.3 مليون من سكان البلاد ما زالوا يعانون حتى الآن بأشكال متفاوتة من الكارثة.

كما تسببت حادثة مفاعل تشرنوبل في تلوث 1.4 مليون هكتار من الأراضي الزراعية في أوكرانيا وروسيا البيضاء بالإشعاعات الملوثة.


وعقب حدوث كارثة تشرنوبل أعلنت السلطات الأوكرانية المنطقة التي تشمل مدينة بريبيات منطقة منكوبة، وأقامت طوقا حولها لمسافة قطرها ثلاثون كيلومترا من مكان المفاعل، وأجلت أكثر من مائة ألف شخص من مساكنهم هناك.

كما شملت الإجراءات التي نفذتها حكومة كييف دفن وتغليف المفاعل المعطوب بالخرسانة المسلحة، لمنع تسرب المزيد من الإشعاعات، غير أن هذا الغلاف تعرض في السنوات الأخيرة لتشققات.

ونتيجة لهذه التشققات بدأت أوكرانيا بدعم مالي دولي بتشييد غلاف إضافي من الصلب، سيتكلف مليار دولار وينتهي العمل منه العام القادم.

واستمر أحد مفاعلات تشرنوبل في إنتاج الكهرباء حتى عام 2000، وبعد عامين من هذا التاريخ تم إغلاق المحطة بالكامل.







الحرب الإنجليزية الزنجبارية





هي حرب قامت بين المملكة المتحدة وزنجبار في 27 أغسطس من عام 1896م. استمرت المعركة 40 دقيقة لتكون بذلك أقصر حرب مسجلة في التاريخ.


اندلعت الحرب بعد وفاة السلطان حمد بن ثويني البوسعيدي الموالي للبريطانيين بتاريخ 25 أغسطس عام 1896، حيث استولى ابن عمه ونسيبه خالد بن برغش على الحكم، الأمر الذي اعتبره البريطانيون تمرداً عليهم. 

ولما كان هؤلاء يميلون لتولية السلطة لحمود بن محمد، وحسب بنود معاهدة عام 1886 فإن حالة ارتقاء عرش السلطنة تكون بموافقة القنصل البريطاني، لذا فإن خالد لم يفِ بتلك الشروط مما اعتبره البريطانيون إعلان حرب، وأرسلوا إنذاراً نهائياً إلى خالد بن برغش ليتنازل عن الحكم. إلا أن برغش رفض طلبهم وشكل جيشاً عداده 2,800 رجل معهم يخت مسلح للسلطان كان راسياً في الميناء، وأوكلت لهذه القوة مهمة تحصين القصر.


انتهت مدة الإنذار في تمام الساعة 09:00 بتوقيت شرق إفريقيا يوم 27 آب/أغسطس، وخلال هذا الوقت جهز الإنجليز 3 طراريد وسفينتين حربيتين، و 150 بحاراً من البحرية الملكية بالإضافة إلى 900 من الجنود الزنجباريين، وتجمعوا في منطقة الميناء. كان آمر البحرية الملكية الأميرال هاري راوسون، بينما خضع الجيش الزنجباري لإمرة العميد في الجيش الزنجباري لويد ماثيوز. أما القوة التي أعدها السلطان خالد لحماية القصر فقد كانت مكونة من المتطوعين المدنيين وحرس القصر السلطاني بالإضافة إلى المئات من العبيد والخدم. تمترس المدافعون خلف بعض القطع المدفعية والرشاشات الموجودة أمام القصر والموجهة صوب السفن البريطانية.

 بحلول الساعة 09:02 من صباح 27 آب/أغسطس بدأت سفن الجيش الملكي بقصف القصر وتدمير مدفعية المدافعين، وتم إغراق اليخت السلطاني مع سفينتين صغيرتين بواسطة قوة من البحرية، وحصل بعض إطلاق النار المتقطع باتجاه القوة الزنجبارية الموالية للبريطانيين لدى تحركها باتجاه القصر وتم قصف العلم المرفوع أعلى القصر. أعلن وقف إطلاق النار عند الساعة 09:40.

تكبدت قوات السلطان حوالي 500 شخص ما بين قتيل وجريح، ولم يخسر البريطانيون سوى جريح واحد من البحارة. تراجع السلطان فاراً إلى المستشار الألماني حيث حصل على حق اللجوء ونفي إلى دار السلام في تنجانيقا. قام الإنجليز بتنصيب السلطان حمود بن محمد على الحكم وشكلوا له حكومة إسمية. أنهت تلك الحرب زنجبار كدولة لها قدر من الاحترام وبدأ عصر من الهيمنة البريطانية المباشرة عليها.


تقع جزيرة زنجبار بالقرب من ساحل تنجانيقا في المحيط الهندي، وقد كانت دولة ذات سيادة أما الآن فهي تتبع تنزانيا. خضعت زنجبار للبرتغاليين ابتداءً من عام 1499م ثم جاء العمانيون الذين أخرجوهم من الجزيرة فخضعت لهم منذ عام 1698م وحتى عام 1858م عند مجيء السلطان ماجد بن سعيد فأعلن استقلال سلطنة زنجبار عن عمان، وقد شجعت بريطانيا ذلك الاستقلال ففصلت الجزيرة بممتلكاتها المطلة على الساحل الإفريقي عن سلطنة عمان بممتلكاتها على الساحل الآسيوي. 

فأصبحت مدينة زنجبار هي العاصمة ومقر الحكم حيث قصر الحكم المطل على ساحل البحر، والذي يتكون من: بيت الحكم وقصر العجائب وبينهما قصر الحريم، ويُعتبر أول مبنى في شرق إفريقيا تصل إليه الكهرباء. وتم بناءه من الخشب المحلي، لذا فهو ليس مصمما كبناء دفاعي. والمباني الثلاث متجاورة ومرتبطة بجسور من الخشب تمر فوق الشوارع الواقعة تحتها.


كان للإنجليز تاريخ طويل من التفاعل مع زنجبار، وقد اعترفت دولتهم بسيادة الجزيرة وسلطنتها عام 1886م. وذلك لمحاولتهم الإبقاء على علاقات صداقة مع تلك الدولة وسلطانها. وكذلك كان الألمان أيضاً مهتمين بشرق أفريقيا، لذا فقد تنافست تلك القوتان للسيطرة على حقوق التجارة ومناطقها في هذا الجزء من القارة أواخر القرن التاسع عشر. فالسلطان خليفة بن سعيد منح حقوقاً في الأراضي الكينية لبريطانيا والأراضي التنجانيقية لألمانيا، وتلك العملية أسفرت عن حظر الرق في تلك الأراضي. وقد أدى ذلك لإغضاب العديد من التجار المتضررين من زوال تلك التجارة، مما أسفر إلى حدوث بعض الاضطرابات.

 علاوة على ذلك، رفضت السلطات الألمانية رفع علم زنجبار في تنجانيقا، مما أدى إلى حدوث مواجهات مسلحة بين القوات الألمانية والأهالي. أودت إحدى تلك المواجهات في تنجا بتنجانيقا بحياة 20 من العرب.

وأرسل السلطان خليفة قوات زنجبارية بقيادة الجنرال لويد ماثيوز، وهو ملازم سابق بالبحرية الملكية، وذلك لإعادة الأمن والهدوء في تنجانيقا. وربما تكون تلك العملية قد نجحت بشكل جيد ولكن الشعور العام لكراهية الألمان بين الزنجباريين بات قوياً.

وقد اندلعت اضطرابات أخرى في باجأمويو، التي تبعد 125 كيلومتراً شمال دار السلام، حيث قتل 150 شخصاً من أهالي تلك المدينة على يد القوات الألمانية، وفي كتوا حيث تم قتل بعض الضباط الألمان وجنودهم مما حدا بخليفة أن يعطي صلاحيات تجارية واسعة إلى شركة الإمبراطورية البريطانية لشرق أفريقيا (بالإنجليزية: Imperial British East Africa Company) التي فرضت بدورها وبمساعدة الألمان حصاراً بحرياً لوقف استمرار تجارة الرقيق المحلية. وبعد وفاة خليفة عام 1890 أتى السلطان علي بن سعيد ليواصل منع تجارة الرقيق ولكنه لم يجبر ملاك العبيد على إعتاق عبيدهم، وأعلن بأن زنجبار أصبحت محمية بريطانية وعين إنجليزياً ليكون الوزير الأول ليقود الوزارة. زيادة على ذلك، ضمن الإنجليز حق النقض عند تعيين أي سلطان لزنجبار مستقبلاً.

في نفس السنة التي صعد فيها السلطان علي إلى الحكم، تم التوقيع على معاهدة هليغولاند-زنجبار (بالإنجليزية: Heligoland-Zanzibar Treaty) ما بين الألمان والإنجليز، حيث تم بموجبها إعادة ترسيم الحدود وتوزيع مناطق النفوذ في شرق أفريقيا بحيث يتنازل الألمان عن مطالبة الإنجليز بزنجبار مقابل التنازل عن جزيرة هليغولاند البريطانية لألمانيا. وقد منحت تلك المعاهدة صلاحيات أكثر للحكومة البريطانية للهيمنة على زنجبار.


وبعد وفاة السلطان علي عام 1893م، تولى السلطان حمد بن ثويني حكم زنجبار، فحافظ على العلاقات الطيبة مع الإنجليز ولكن كان هناك انشقاق بسبب عدم الرضا عن خضوعه لهيمنتهم المتزايدة على البلد، ولقيادتهم للجيش وإلغاء تجارة الرقيق المربحة. ولأجل السيطرة على هذه المعارضة، رخصت السلطة الإنجليزية للسلطان بزيادة قوة حرس القصر الزنجباري إلى 1,000 رجل، ولكن تلك القوة سرعان ما بدأت بمناوشات مع الشرطة والتي كانت هي أيضاً خاضعة للإنجليز. وقد اشتكى القاطنون الأوربيون في مدينة زنجبار أيضا من تصرفات حرس القصر.


توفي السلطان حمد فجأة بالساعة 11:40 بالتوقيت المحلي يوم 25 أغسطس من سنة 1896م. وقام ابن عمه خالد بن برغش ذو الإثنين وعشرين ربيعاً -وهو المتهم الرئيسي بموت السلطان حمد عن طريق تسميمه- بالاستيلاء على الحكم واحتلال القصر دون أي إذن من الإنجليز، وهو ما يخالف الاتفاقية الموقعة مع السلطان علي بن سعيد.وبما أن الإنجليز كانوا يفضلون المرشح البديل وهو حمد بن محمد، وهو أيضاً أكثر ميلاً لهم، فقد قاموا بتحذير خالد عن طريق القنصل والوسيط الدبلوماسي في زنجبار باسيل كيف والجنرال ماثيوز لكي يفكر ملياً بالتصرف الذي فعله ويقرر التنازل عن الحكم. وكانت تلك الطريقة قد أثبتت نجاحها قبل ثلاث سنوات عندما طالب خالد بعرش السلطنة بعد وفاة عمه السلطان علي ولكن القنصل البريطاني العام المدعو رينيل رود أقنعه بخطورة هذا التصرف.


تجاهل خالد إنذار باسيل كيف وبدأت القوة الموالية له تحشد نفسها في منطقة القصر وبقيادة آمر حرس القصر المدعو صالح. وما أن انتهى اليوم إلا وتجمعت له قوة تعدادها التقريبي 2,800 رجل مسلح ببنادق بعضها قديمة وبالية. وكان معظم هؤلاء الرجال من المدنيين، ولكن كان من بينهم 700 جندي زنجباري من الذين وقفوا بجانب السلطان خالد. وتتكون مدفعية السلطان من عدة رشاشات مكسيم وجاتلنغ، ومدفع برونزي يعود إلى القرن السابع عشر ومدفع ميدان، كانت موجهة ضد السفن البريطانية الموجودة بالميناء. وقد أهدي مدفع الميدان إلى السلطان من فيلهلم الثاني إمبراطور ألمانيا،وقد استولت قوات السلطان على السفن العسكرية التابعة للبحرية الزنجبارية والمكونة من مركب خشبي يدعى غلاسكو والذي بني عام 1878 كيخت سلطاني.


بدأ ماثيو وكيف بحشد قواتهما، حيث كان لديهما 900 عسكري زنجباري بقيادة الملازم أرثر رايكس آمر فوج ويلتشر الذي أُعير للجيش الزنجباري ويحمل رتبة عميد. رست السفينتان فيلومل وثراش بالميناء ونزل منهما 150 من رجال البحرية ومشاة البحرية.وكان يقود تلك الوحدات البحرية القبطان أوكالاغان، والذي وصل إلى الساحل في غضون ربع ساعة بعد الطلب منه بالمجيء للتعامل مع أي أعمال شغب يفتعلها الأهالي.وأنزلت السفينة ثراش وحدة صغيرة من البحارة بقيادة الملازم واتسن إلى الساحل لحماية القنصلية البريطانية، حيث كان يوجد بها مواطنون بريطانيون كانوا موجودين في الجزيرة وقد طلب منهم التجمع في القنصلية لحمايتهم.وبعد ذلك دخلت السفينة سبارو الميناء ورست قبالة القصر بجوار ثراش.

كان هناك نوع من القلق المتزايد عند الدبلوماسيين الإنجليز من مصداقية عسكر رايكس، ولكنهم كانوا قد أثبتوا كفاءتهم ومهاراتهم كقوة عسكرية من خلال التدريبات والبعثات إلى شرق أفريقيا. وقد كانت هي القوة البرية الوحيدة التي حصل معها تبادل إطلاق نار مع المدافعين. وقد زودت تلك القوة بمدفعين رشاشين من طراز مكسيم وتسعة مدافع، وتمركز جنودها بالقرب من مبنى الجمرك. حاول السلطان الحصول على اعتراف القنصل الأمريكي ريتشارد دورسي موهان، ولكن القنصل رد بأن استلامه للمنصب "لم يأخذ موافقة حكومة جلالة الملكة، لذلك فمن الاستحالة إعطائه الرد بالموافقة".


واستمر باسيل كيف بإرسال الرسائل إلى السلطان بضرورة انسحابه مع القوات من القصر والعودة إلى مقره، ولكن السلطان خالد استمر بتجاهله معتبراً أنه سيعلن تنصيبه كسلطان الساعة 15:00 وبشكل رسمي، وهذا ما اعتبره كيف عملاً من أعمال التمرد، وأوضح أن الحكومة البريطانية لن تعترف بشرعية سلطنة خالد. تم دفن السلطان حمد الساعة 14:30 وبعدها بنصف ساعة أطلقت المدفعية التحية السلطانية من قصر الحكم معلنة تنصيب السلطان خالد. ولم يبدأ كيف بالقتال إلا بعد الحصول على إذن من الحكومة، وقد أبرق إلى مكتب الشؤون الخارجية لوزارة اللورد سالزبري في لندن قائلا:
 "هل لدينا التفويض الكامل بعد جميع المحاولات الحلول السلمية التي لا طائل منها، بالسماح لجنودنا بإطلاق النار على القصر؟".
وقد طلب كيف من جميع القنصليات تنكيس الأعلام حداداً على وفاة السلطان حمد، وكان علم القصر السلطاني العلم الوحيد الذي استمر مرفوعاً. وقد أبلغهم كيف أيضاً بعدم اعترافه بشرعية خالد كسلطان .


بالساعة 10:00 من صبيحة 26 أغسطس وصلت السفينة راكون إلى ميناء زنجبار ورست بجوار ثراش وسبارو. وفي الساعة الثانية من بعد الظهر دخلت الميناء سفينة القيادة العامة لمنطقة رأس الرجاء الصالح وشرق أفريقيا، وعلى متنها الأميرال هاري راوسون ومعه مجموعة من ضباط وجنود البحرية الملكية. 

وبذات الوقت وصلت برقية من رئيس وزراء بريطانيا اللورد سالزبري تخول كلاً من كيف وراوسون باستخدام الموارد المتاحة لإزاحة السلطان خالد من الحكم.وتقول البرقية:
 "أنتم مخولون باتخاذ أية تدابير قد ترونها ضرورية، وستجدون الدعم بعملكم هذا من حكومة صاحبة الجلالة. ولكن لا تحاولوا اتخاذ أية خطوة لستم متأكدين من نجاحها".


حاول كيڤ أن يفاوض خالد حول إمكانية التنازل كمحاولة أخيرة ولكنه فشل مما حدا براوسون أن يرسل إنذاراً نهائياً، طالباً من السلطان خالد بإنزال العلم وترك القصر عند الساعة 09:00 يوم 27 أغسطس كحد أقصى، وإلا فإنه سيواجه إطلاق النار عليه.

خلال نهار ذلك اليوم ومسائه تم إخراج جميع السفن الراسية بالميناء، وقد أرسل الأطفال والنساء البريطانيون إلى السفينة سانت جورج وإلى سفينة تجارية تابعة لشركة الهند البريطانية للملاحة البحرية ليكونوا بأمان من الحرب. وبالليل حسب ماكتبه القنصل موهان بمذكراته:
 "الهدوء المرعب كان سيد الموقف في زنجبار. بالعادة كنا نسمع قرع الطبول أو بكاء الأطفال ولكن بتلك الليلة كان المكان هادئاً تماما"


في الساعة 8:00 من صبيحة يوم 27 أغسطس، وبعد وصول مبعوث من طرف السلطان خالد طالبا التفاوض مع كيڤ، رد القنصل بأن الخلاص الوحيد له هو الموافقة على شروط الإنذار النهائي.وفي الساعة 8:30 وصلت رسالة أخرى من خالد يعلن فيها بأنه "لا توجد لدينا نية لنكس العلم ولا نعتقد أيضا بأنكم ستبادرون بإطلاق النار علينا". فرد كيڤ:
 "لا نود أن نطلق النار عليكم ولكن إن كنتم مصممين على ماقلتم فسنضطر إلى فعل ذلك".
وحتى الساعة 8:55 عندما لم تصل أي رسالة من القصر، أطلق قائد السفينة سانت جورج إشارة التجهيز للعملية.

في الساعة 9:00 أمر الجنرال لويد ماثيوز من السفن البريطانية الشروع بالقصف المدفعي. ولم تمر الساعة 9:02 إلا وبدأت السفن راكون وثراش وسبارو بإطلاق النار صوب القصر، الطلقة الأولى لثراش أسقطت المدفع الزنجباري. 
فالمدافعين والخدم وحتى العبيد كانوا موجودين في القصر الكبير وعددهم 3,000 قد وضعوا حواجز خشبية ومطاط، وقد كان هناك العديد من الضحايا من القذائف الشديدة الانفجار. على الرغم من التقارير الأولية التي أشارت بأن السلطان خالد قد تم القبض عليه ونفي إلى الهند، إلا أنه قد فر من القصر.
 فمراسل رويترز قال:
 "إن السلطان قد فر من الطلقة الآولى مع جميع قادته، وتركوا عبيدهم وخدمهم يواصلون القتال"
ولكن مصادر أخرى قالت بأنه ظل بالقصر فترة أطول. وقد توقف إطلاق القذائف تمام الساعة 9:40 عندما اشتعلت النيران في القصر وقصر الحريم المجاور له، وتوقف إطلاق النار من صوب المدافعين وأسقط علم السلطان.

خلال فترة القصف المدفعي جرى اشتباك بحري صغير في الساعة 09:05 عندما أطلق الطراد جلاسكو القديم نيرانه باتجاه السفينة سنت جورج مستخدما رشاشات مثبتة به، وهو كان قد اهدي لسلطان زنجبار من الملكة فيكتوريا. 
فردت عليه السفينة بإطلاق نيرانها باتجاهه مما تسبب بغرق الطراد جلاسكو، وإن كان ضحالة مياه الميناء قد أبقى صواري الطراد خارج المياه مما يمكن الاستدلال عليه بسهولة. وقد رفع طاقم السفينة جلاسكو العلم البريطاني عندما أخذوا كأسرى وقد تم انقاذهم جميعا ووضعهم في قوارب النجاة. 
وأغرقت السفينة ثراش اثنان من اللنجات الزنجبارية عندما رموها أصحابها ببنادقهم. وقد تم هناك إطلاق نار متبادل على الأرض الزنجبارية ما بين رجال خالد وعسكر رايكن، ولكن سرعان ما توقفت عندما وصلوا للقصر. وتوقف القتال مع توقف القصف، وتمكن الجند البريطانيون من استحكام الوضع بالمدينة والقصر، ولم يمض الظهر حتى تم تنصيب السلطان حمود بن محمد سلطانا على زنجبار، مع التقليل من قدراته كحاكم على السلطنة. خلال تلك المعركة اطلقت السفن 500 قذيفة مدفع و 4100 طلقة مدفع رشاش و 1000 طلقة بندقية .


أصيب جراء القصف حوالي 500 رجل وإمراة ما بين قتيل وجريح، وكان معظم القتلى بسبب اجتياح القصر.ولم يُعرف عدد القتلى من المحاربين، وقيل بأنه قد تم القضاء على جميع المحاربون من رجال خالد. أما في الجانب الإنجليزي فقد أصيب جندي من سفينة ثراش بعدة إصابات، وقد تعافى منها بعد ذلك. 

على الرغم أن الغالبية العظمى من سكان زنجبار وقفوا إلى جانب الإنجليز، إلا أن سكان المدينة الهنود عانوا من النهب والسرقات، وقد قُتل عشرون شخصا من قاطني المدينة جراء الفوضى. ولإستعادة النظام تم استدعاء 150 جندي سيخي من ممباسا للقيام بدوريات في شوارع المدينة. وقد نزل بحارة سفينتي سنت جورج وفيلوميل لتشكيل فرقة اطفاء لاحتواء النيران المشتعلة التي انتشرت من القصر إلى مباني الجمرك المجاور. وقد كان هناك قلق من حدوث نيران داخل مباني الجمارك حيث خُزن بها كميات من المواد المتفجرة، وقد تم تدارك الأمر واطفئت النيران المشتعلة قبل حصول أي انفجار.


لجأ السلطان خالد وقائده صالح ومعهم أربعون من أصحابهم إلى القنصلية الألمانية بعد انتهاء القتال في القصر، حيث وضعوا تحت حماية عشرة من البحارة الألمان والبحرية المسلحين جيداً بينما كان رجال ماثيو مرابطين في الخارج في محاولة لاعتقالهم إن حاولوا الخروج.بالرغم من طلبات التسليم فإن القنصل الألماني رفض تسليم خالد للإنجليز حيث أن اتفاقية تسليم المجرمين مع بريطانيا تستثني بشكل واضح السجناء السياسيين. وعوضاً عن هذا فقد وعد القنصل بأنه سيرسل خالد إلى مستعمرة شرق أفريقيا الألمانية ولن يكون له موطئ قدم في زنجبار. وقد وصلت السفينة الحربية "سي أدلر" (بالألمانية: Seeadler) التابعة للبحرية الألمانية إلى الميناء يوم 2 أكتوبر حوالي الساعة 10:00 وخرج منها أحد القوارب متجهاً إلى حديقة القنصلية المحاذية للشاطئ، حيث كان خالد موجوداً، فركب القارب إلى السفينة مباشرة.

وقد تم ترحيله من القارب إلى السفينة سي أدلر ومنها إلى دار السلام في شرق أفريقيا الألمانية.ألقت القوات البريطانية القبض على خالد عام 1916 خلال الحملة على شرق أفريقيا في الحرب العالمية الأولى، فنفته إلى السيشل ثم إلى جزيرة القديسة هيلانة قبل أن يسمح له بالعودة إلى شرق أفريقيا حيث مات في ممباسا عام 1927.عوقب معاونو السلطان خالد بأن أجبروا على دفع التعويضات اللازمة لتغطية كلفة القذائف التي أطلقت عليهم وكلفة الأضرار المتسببة جراء النهب والتي قدرت بحوالي 300,000 روبية.


خضع السلطان الجديد السلطان حمود للإنجليز وأصبح حاكماً شكلياً لحكومة تديرها بريطانيا بالأساس، ومع ذلك فقد أبقاه الإنجليز على رأس السلطنة لكي يتجنبوا التكاليف التي تنطوي عليها إدارة زنجبار مباشرة على اعتبار أنها مستعمرة تابعة للتاج.وبعد الحرب بأشهر طلب الإنجليز من السلطان حمود منع جميع أشكال الرق. وتطلبت عملية تحرير الرق تلك من العبيد أن يحضروا بأنفسهم إلى مكاتب الحكومة، وقد تم تحرير 17,293 شخصاً من الرق خلال عشر سنوات من مجموع سكان كان تعدادهم التقديري عام 1891 60,000 نسمة


تغيرت ملحقات القصر السلطاني بالكامل جراء الحرب. فقد تهدم قصر الحريم والفنار والقصر نفسه بعد القصف المركز عليهم مما جعله غير آمن. فتم تحويل مكان القصر إلى مجموعة حدائق وتم الشروع ببناء قصر آخر مكان قصر الحريم. أما قصر العجائب الذي لم يتضرر بشكل كبير فقد حُول إلى إدارة وسكرتارية للسلطة الإنجليزية الحاكمة. وفي السنة التالية، أي عام 1897 وخلال أعمال الترميم في قصر العجائب، تمت إزالة الفنار المتهدم من القصف وبناء برج الساعة مكانه. أما حطام الطراد غلاسكو فقد ظل ولعدة سنوات غارقاً في مياه الميناء أمام القصر حيث تظهر السواري للعيان خلال فترات الجزر، حتى تم انتشاله سنة 1912.

قدرت حكومتا بريطانيا وزنجبار الضباط الإنجليز المنتصرين في المعركة وذلك بتكريمهم بالألقاب والمناصب، فأعطي للجنرال رايكس قائد العسكر الزنجباري وسام نجمة زنجبار العسكرية من الدرجة الأولى بتاريخ 24 سبتمبر من سنة 1896، ثم رقي بعدها ليصبح قائداً للجيش الزنجباري. أما قائد الجيش الزنجباري الجنرال ماثيو فقد حاز على وسام زنجبار وأصبح أول وزير للخزانة في الحكومة الزنجبارية.

 أما القنصل باسيل كيڤ فقد نال الزمالة لوسام باث البريطاني جراء خدماته في زنجبار،ومن ثم رُفي إلى منصب القنصل العام بتاريخ 9 يوليو من سنة 1903.وأيضا نال هاري راوسن وسام قائد فرسان باث البريطاني ووسام الاستحقاق الزنجباري تكريما لأعماله في زنجبار، وقد أصبح بعدها حاكم لولاية نيوساوث ويلز الأسترالية وتمت ترقيته إلى قائد إسطول.
بعد تلك الحرب القصيرة في زنجبار لم يحدث أي شكل من أشكال العداء ضد هيمنة الإنجليز خلال فترة حمايتهم للجزيرة والتي دامت 67 سنة.تُعد تلك الحرب التي دامت حوالي أربعين دقيقة أقصر حرب في التاريخ المكتوب.


ماذا تعرف عن ... حجر رشيد








سمي بحجر رشيد نسبة الى قرية رشيد حيث عثر عليه عام 1799م. فهو يحمل مرسوما لبطليموس الخامس كتب باليونانية والهيروغليفية. وقام العالم الفرنسي جان فرنسوا شامبوليون بفك رموز اللغة الهيروغليفية عبر مقارنة النص اليوناني بالنص الهيروغليفي وهو
حجر من البازلت الأسود بكتابتها بثلاثة لغات كانت مستعملة فى مصر فى ذلك الوقت واللغات هي الهيروغليفية والديموطيقية والإغريقية (اليونانية القديمة ).


سمي بحجر رشيد لأنه اكتشف بمدينة رشيد الواقعة على مصب فرع نهر النيل في البحر المتوسط. قام بإكتشاف هذا الحجر في أغسطس سنة 1799 بيير فرانسوا كسافييه بوشار وكان ضابطاً مهندساً أحد ضباط الحملة الفرنسية ، أثناء قيامه بأعمال هندسية عند "قلعة جوليان" قرب رشيد ( ثغر فعلى مسافة 70 كم شرق الإسكندرية ) وعثرعلى الحجر تحت أنقاض هذه القلعة.

وهذا الحجر مرسوم ملكي صدر في مدينة منف عام 196 ق.م. وقد أصدره الكهان تخليدا لذكرى بطليموس الخامس، التي تبلغ متراً واحداً من حيث العلو، ويصل عرضها الى 73 سنتيمتراً و بسمك 27 سنتيمتراً.

واجمع العلماء على ان الخطين الهيروغليفى والديموطيقى هما ترجمة للنص اليونانى فى الحجر واصبح المطلوب هو قراءة وفهم لغة مجهولة وهى الهيروغليفية ترجم اليها نص مفهوم وهو اليونانية لكنهم وجدوا ان النصين الهيروغليفى والديموطيقى لم يتركا فواصل بين الكلمات شأن النص اليونانى ولذلك كان لا بد من التوصل الى موضع كل كلمة ومعناها ومحلها من الاعراب

قد تبدوا المشكلة سهلة فى الظاهر ولكنها اوقفت امامها العلماء حيث ان بداية النقش الهيروغليفى كان مهشما وقد كانوا يجهلون عدد السطور المهشمة ولم يستطيعوا تحديد العدد بعدد السطور اليونانية لانهم لم يكونوا قد علموا بعد الترجمة لهذه السطور وكان النص الوحيد السليم هو الديموطيقى وكان من هؤلاء العلماء الذين تصدو لفك رموز هذا الحجر اكربلاد _ سيلفستردى ساسى - توصلا الى تحديد موضع اسم بطليموس فى النص ثم جاء بعدهما يونج وهو طبيب وفزيائى بريطانى وتوصل الى ما توصلوا اليه ولم يستطيعوا ابعد من ذلك اذ كان ينقصهم فى عملهم تحديد منهج ثم جاء شمبوليون الذى وضع منهج لحل هذه الرموز لكن هناك اسئلة طرحت نفسها هل الكتابة المصرية تصويرية ؟
فتشير كل علامة فيها الى صوت واحد وما هى هذه الاصوات ؟وهل هى ابجدية ام مقطعية؟

وعكف على هذا المنهج حتى توصل الى ان الحروف الساكنة وحدها هى التى تكتب مع اغفال الحروف المتحركة كنفس شان العربية والعبرية القديمة فلا يتبقى من الكلمة سوى هيكلها وبعد بحث توصل الى ان النص المصرى يحتوى على عددمن العلامات اكثر بكثير من النص اليونانى ومردها الى الكتابة المصرية القديمة وكانت تصويرية وصوتية كما تضم علامات تقرا واخرى لا تقرا وبناء على ما توصل اليه ذلك قرا جميع اسماء الملوك اليونانيين فى ترجمتها المصرية ثم تحول الى الكلمات المصرية وساعدة علمة باللغة القبطية الى التوصل الى اسم الملك (رمسيس ) ونجح فى فهم معنى الاسم وهو (رع انجبه ) ورع اله الشمس.

وبهذا بدا اولى خطواته الاولى فى فهم اللغة الهيروغليفية عام 1822 م _وفى عام 1832 موضع كتابا فى قواعد اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية اصطلاحا ) وبدا فى اعداد قاموس لها ومن خلال رحلاتة فى مصر بدا فى اعداد مادة لمجموعة مؤلفات ومحاضرات عن ذلك ولكنه توفى فى عمر 42 عام وبذلك تبدا رموز اللغة الهيروغليفية فى الوضوح مع فك رموز حجر رشيد وتوالت بعد ذلك الترجمات للنصوص المصرية القديمة على كافة اشكالها من برديات ونقوش على الاثار سواء حجرية او خزفية فى المعابد والمقابر والاهرامات لتعطى الكثير فى تفسير الحضارة المصرية القديمة تلك الرائعة القيمة

وقد نقل الحجر الى لندن طبقا لشروط معاهدة 1801 بين الانجليز والفرنسيين، وهو الآن يعد واحدا من أهم القطع الاثرية المعروضة بالمتحف البريطاني بلندن وهناك محاولات مصرية تجرى لاسترداده ولكنها لم تنجح حتى الآن.

ويقال أن العالم العربي كان مطلعا على العديد من اللغات القديمة المعروفة بزمنه ومن بينها الكردية والنبطية والفارسية والهندية وبلغ عدد الاقلام (اللغات) التي يعرفها 89 قلما بينها الهيروغليفية التي تضمنتها المخطوطة المعنية بالدراسة. هناك مخطوطة أسمها "شوق المستهام في معرفة رموز الاقلام" لابن وحشية النبطي المولود في ضواحي الكوفة يعتقد أنه كانوا اول من فك رموز الهيروغليفية قبل عالم المصريات الفرنسي جان فرانسوا شامبليون بما يقارب الالف عام , وكان اول من كشف المخطوطة المستشرق النمساوي جوزيف همر وقام بطبعها في لندن عام 1806.

قصة انتحار عاشقة المجد .. كليوباترا الجميلة ...





كانت كليوباترا حاكمة لمصر، وقد تدعم سلطانها بفضل مساندة يوليوس قيصر لها، والذي كانت قد تزوجته وانجبت منه 'قيصرون'..
عادت الي مصر وهي ترقب الصراع الدائر بين انطونيو واكتافيوس بعد مصرع قيصر...

وكانت الاسكندرية عاصمة مصر من أجمل موانيء البحر الابيض المتوسط، ويسكنها عدد كبير من اليونان، وكان عدد سكانها يربو عن المليون، كما كانت القصور الملكية التي تتخللها الحدائق والمنتزهات تحتل خمس هذه المدينة الجميلة.


ولم تلبث كليوباترا في حكم مصر الا قليلا، حتي جاءتها رسالة من انطونيو يستدعيها لكي يعرف موقفها وكان انطونيو له صلة قرابة بيوليوس قيصر كما كان متزوجا من أخت اكتافيوس.

وتوجهت كليوباترا لمقابلة انطونيوس في 'كيلكية'.. ركبت سفينتها وفيها بعض حاشيتها وعندما وصلت بالقرب من وجود انطونيو وعلم بوجودها دعاها للعشاء معه، ولكنها اخبرت الرسول التي جاء من قبل انطونيو انها هي التي تدعوه الي العشاء في سفينتها.. وقبل انطونيو الدعوة.


وعندما دخل السفينة هاله ما فيها من ترف وفخامة، وهاله أكثر وأكثر كليوباترا نفسها.. في جمالها.. وبساطة حديثها، ورقة صوتها، وجاذبيتها التي لا تقاوم.

وعندما دعته الي مائدة العشاء هاله الطعام وألوان الشراب المقدم له علي ضوء آلاف الشموع.

وشعر انطونيو بجاذبية كليوباترا وعلق قلبه بها، كما شعرت كليوباترا أن مصيرها قد ارتبط بهذا القائد الروماني الشهير. وبعد هذه المقابلة لم يعد يفترق عنها، ولم تعد تفترق عنه!




لقد كان حبها لانطونيو هو الحب الحقيقي، وكان حبها لقيصر لأسباب المصلحة.


واحتدم النزاع بين انطونيو واكتافيوس.. كان اكتافيوس قد استولي علي الجزء الغربي من الامبراطورية الرومانية، بينما كان الجزء الشرقي من نصيب انطونيو.

وكان كل منهما يريد أن يستأثر بالامبراطورية ويصبح سيد العالم.

وهاهي كليوباترا قد انحازت لانطونيو، بل لقد أصبح حبها الذي ملأ عليها جوانب حياتها، ولم تعد تستغني عنه، وكذلك أصبحت هي كل الدنيا لانطونيو.

وكان لابد أن يحدث الصراع والصدام بين العدوين اللدودين، خاصة أن انطونيو قد هجر زوجته وهي أخت اكتافيوس في سبيل كليوباترا.



مهما يكن من شيء وبعيدا عن خيال الادباء والشعراء، فان التاريخ يقول لنا أن انطونيو قد هام بها حبا، وانها هي الاخري وقعت في حبه، وأن هذا الحب هو الذي رسم النهاية المأساوية لحياتهما.

فانطونيو الذي أولع بها لم يفارقها عشر سنوات الا مرة واحدة عندما ذهب في حملة عسكرية في احدي الجهات في أسيا مما افقده الكثير..

فقد تخلي عن طموحاته في تكوين امبراطورية ضخمة أو علي الاقل يمكنه أن يتغلب علي خصمه اللدود اكتافيوس، ولكنه اكتفي أن يعيش بين أحضان كليوباترا.


ويقول بعض المؤرخين أن كليوباترا بجانب حبها لانطونيو، الا انها كانت تطمع في أن تكون سيدة العالم عن طريق سيطرتها علي الامبراطورية الرومانية، بل هي التي فرضت انطونيو علي أن يتحرش باكتافيوس حتي يمكنها أن تسيطر علي ممتلكاته الرومانية، وبذلك تصبح سيدة العالم!.. كما كان يحلم يوليوس قيصر.



وكان لابد من الصدام بين القائدين الكبيرين.. وحدث هذا الصدام.


وعلم انطونيو بأن أسطولا هائلا لاكتافيوس يتجه صوب المياه المصرية، وكان علي انطونيو أن يقابل هذا الاسطول، وأن يشتبك معه في معركة فاصلة.. وخرج باسطوله هو الآخر ومعه كليوباترا والتقي الاسطولان واحتدم القتال بينهما، واظهر انطونيو شجاعة منقطعة النظير في القتال.

ولاحظت كليوباترا أن الغلبة سوف تكون لاكتافيوس، فانسحبت باسطولها عائدة الي الاسكندرية.


وكاد انطونيو أن يجن من تصرف كليوباترا، وبدلا من أن يواصل القتال حتي يحرز النصر النهائي أو يموت كقائد شجاع في المعركة، فر هو الآخر من ميدان القتال في أثر كليوباترا.

وكان من الطبيعي أن ينهزم جيش انطونيو بعد أن ترك القائد ساحة المعركة وفر الي الاسكندرية متعقبا خطي حبيبته!


و تحطم اسطول انطونيو في هذه المعركة الحاسمة معركة اكتيوم!


رجع انطونيو الي الاسكندرية يبحث عن كليوباترا فلم يعثر لها علي أثر..

كانت كليوباترا قد اشاعت في الاسكندرية انها انتحرت!


وسمع انطونيو أن كليوباترا قد انتحرت وغادرت الحياة، فقرر هو الآخر أن يضع نهاية لحياته بأن غرس السيف في بطنه ومات.

وبدأت جحافل جيش اكتافيوس تدخل الي الاسكندرية تبحث عن انطونيو، ولما علم اكتافيوس أن غريمه قد انتحر، وضع السيف في جرابه.. لقد انتهت الحرب!

وجاء الي كليوباترا من يخبرها بهذه الاحداث، وشعرت بالحزن والاسي يعتصرها من الاعماق.


لقد زال ملكها.. وزال مجدها.. بل انها سوف تصبح أسيرة تساق بين الاسري في شوارع روما.. وآثرت الانسحاب من الحياة هي الاخري، وقررت الانتحار عن طريق لدغة ثعبان.

وانتهت حياة هذه الملكة الجميلة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس، وبقيت حكايتها منبع الهام للادباء والشعراء والذين يحيون حديث العشق والعشاق!!

تمثال نهضة مصر







ألوف من المصريين تجمعوا من كل أنحاء الجمهورية ليشهدوا الاحتفال المهيب , الاحتفال بازاحة الستار عن تمثال<< نهضة مصر >> , تمثالنا الذي سنحكي حكايته اليوم .

كانت مصر في بداية هذا القرن تشهد نهضة في جميع المجالات , في الأدب والموسيقي والشعر والفنون بشكل عام , وكانت فكرة بعث المجد القديم في اطار التقدم الحديث هي روح العصر , فسميت الشوارع والمسارح بأسماء الملوك الفرعونية .. وسميت المؤسسات الحديثة بـ << آمون >> و<< أبو الهول >> , و<< الأهرام >> , واتجهت الفنون التشكيلية لتجسيد الأحياء الشعبية والروح المصرية القديمة .

في عام 1920 م كان الفنان المصري << محمود مختار >> في<< باريس >> واشترك وقتها في المعرض العام للفن التشكيلي , ولم يكن الاشتراك به أمراً سهلاً , فقد كانت الللجنة صارمة وصعبة الارضاء , ولكن مجرد الاشتراك في المعرض كان فخراً للفنانين .

وعرض << مختار >> تمثاله الذي سماه << نهضة مصر >> . ولفت التمثال أنظار اللجنة وانتخب << مختار >> من ضمن الفائزين .

وكان التمثال أصغر حجماً من التمثال الحالي , وقد كتبت عنه الصحف بعد فوزه مقالات تعرف به وبصانعه .

وقد وصف << أمين الرافعي >> التمثال في جريدة << الأخبار >> قائلا :

"امرأة مصرية ,فلاحة , واقفة , رافعة الرأس , بجانب تمثال << ابو الهول >> , هذه الفلاحة واقفة يدها اليمني علي رأيه تدعوه للنهوض من رقاده . وهو سمع النداء فرفع رأسه نحوها وأخرج صدره من الرمال واذناه تصغيان لندائها , هذا هو تمثال << مختار >>

وأقام << أمين الرافعي >> دعوة لانشاء التمثال وجعله رمزاً , ولاقت الدعوة قبولاً جماهيرياً وتحمس الكثيرون للفكرة .

تلاميذ صغار ارسلوا كل مدخراتهم ,سيدات بعن مجوهراتهن , وظهر من بين رجال الدين في "الأزهر " من يدعو لاقامة التمثال , وبعضهم جمع له التبرعات بعد الصلاة .

لاقي انشاء التمثال الكثير والكثير من العقبات , ولكن " مختار ومن عملوا معه واجهوا كل الصعاب ;ليتم نحت التمثال في ستى أشهر فقط , فأصبح التمثال رمزاً لارادة المصرية .

وادى الملوك ملاذ الفراعنه ومثواهم الاخير








وادي الملوك هو وادي يقع على الضفه الغربيه من نهر النيل بالقرب من طيبة في مصر ،

لمدة 450 سنه اثناء عهد الدوله الحديثه من تاريخ قدماء المصريين التي امتدت من 1539 إلى 1075 قبل الميلاد

اعتبر بمثابة مقبره لفراعنة تلك الفتره حيث يوجد في هذا الوادي الصخري الذي يبلغ مساحته مايقارب 20,000 متر مربع

27 قبرا ملكيا تعود لثلاثة أسر وهي الأسرة المصرية الثامنة عشر و الأسرة المصرية التاسعة عشر والأسرة المصرية العشرون تم اكتشافه لحد هذا اليوم
-------------------------------------------------------------------------

..:: وادي الملــوك ::..





كان وادى الملوك مكاناً لدفن ملوك مصر طوال فترة الدوله الحديثه ويوجد به 62 مقبره منها 26 مقبره للملوك 

والباقى لكبار المسئولين وبعض أفراد العائلات الملكيه والكهنه 


وقد أطلق المصريون على الوادى اسم الجبانه العظيمه رفيعة المقام التى تستخدم لملايين السنين من حكم الفراعنه
.
.........................................


وقد اختير هذا الوادى على وجه التحديد لعدة أسباب منها سهولة الوصول من وادى النيل كما تسهل حراسته

حيث تحيط به التلال العاليه بالإضافه إلى جودة الحجر الجيرى الذى تتكون منه جباله وكذلك وجود الجبل 

الذى يرتفع جهة الجنوب على شكل القرن والذى يمثل هرما طبيعيا

وهو الشكل الذى يرتبط عند المصريين بإله الشمس " الإله رع ".


وقد تغير تخطيط المقبره والطريقه التى نقش بها على مدار الخمسمائة عام التى كان الدفن يتم فيها فى وادى الملوك

ويمكن القول أن السبب فى ذلك هو التغيير فى تصور الكهنه لرحلة الملك فى العالم الأخر

فتخطيط المقبره ما هو إلا خريطه للطريق الذى سيسلكه الملك خلال هذه الرحله

والنقوش والنصوص على جدران المقبره ما هى إلا كتاب لإرشاده أثناءها. 

فمعظم مقابر الأسره الثامنه عشرة كانت شديدة الانحدار ذات مسقط أفقى على شكل حرف
“ L "


أما فى مقابر الأسره التاسعه عشرة فقد كان محور المقبره مستقيم وقل انحداره 

بينما كانت المقابر الملكيه فى الأسره العشرين أصغر حجما وتكاد تكون مسطحه تماما.

وقد رقمت كل المقابر فالمقابر من 1 إلى 22 رقمت فى القرن التاسع عشر الميلادى على أساس موقعها الجغرافى من الشمال إلى الجنوب

أما المقابرمن 22 إلي62 فهى مرقمه حسب ترتيب اكتشافها بعد ذلك

وقام عمال المناجم بنحت تلك المقابر باستخدام الأدوات الحجريه وكانوا يسكنون خلف الجبال فى منطقة دير المدينه

وقد كان أيضا الفنانون الذين كانوا يقومون بكتابة النصوص ورسم النقوش فى المقابر

وكان العمال يعملون فى مجموعات ويستخدمون المصابيح الزيتيه للإضاءه 

وقد علمنا عن هؤلاء العمال والتقنيات التى كانوا يستخدمونها من خلال آلاف الشقافات والقطع المنقوشه 

التى عثر عليها فى دير المدينه ويمكن أن نرى بوضوح مختلف مراحل نقش المقابر فى مقبرة حور محب رقم 57 فى وادى الملوك

ماذا تعرف عن ... البيمارستان






عرف أطباء العصر الإسلامي العلاج السريري من خلال البيمارستانات التي عني الخلفاء والحكام بتشييدها في شتي أنحاء العالم الإسلامي لتوفير العلاج المجاني للمرضي.
البيمارستان لفظ فارسي تتألف من مقطعين (بيمار) بمعني مريض ، (ستان) بمعني مكان أو دار ويكون معناها بذلك موضع المرض أي المستشفي في عصرنا الحديث.


يقال أن اول من اتخذه عند الإغريق هو أبقراط الذي خصص له موضعاً في بستان له وجعل فيه خدماً يقومون بمداواة المرضي.

عرفت البيمارستانات أيضاً في بلاد فارس ، ومن أشهرها بيمارستان جنديسابور الذي شيد في هذه المدينة قبل ظهور الإسلام بثلاثة قرون وكان لهذا البيمارستان أثره علي البيمارستانات الإسلامية.


كانت البيمارستانات في العصور الوسيطة دورا للعلاج ومعاهد لتدريس الطب. وكانت البيمارستانات مستشفيات عامة تعالج فيها الأمراض الباطنية والرمدية والعقلية وتمارس فيها العمليات الجراحية، يتم العلاج فيها عن طريق طاقم طبي متخصص. كان الأطباء المسلمين هم أول من فرق بين المستشفي العام ودور العجزة والمصحات التي تعزل فيها المجانين وأصحاب الأمراض الخطيرة مثل الجذام. ويعتبر البيمارستان هو الأساس الحقيقي للمستشفيات المعاصرة. ويرجع الفضل في تأسيس المصحات النفسية والمستشفيات العامة والمدارس والجامعات الطبية للأطباء المسلمين في العصور الوسطى. إلى أن تدهورت أحوالها وأهملت وهجرها المرضى فما عادت تستخدم إلا لعزل المجانين، وصارت كلمة مارستان/مورستان تعني مأوى المجانين .


أنشأ الخليفة الوليد بن عبد الملك في عصر الدولة الأموية أول بيمارستان في دمشق عام 707 ميلادية وهو أول بيمارستان في تاريخ الإسلام وأجرى الأرزاق للمرضى وأمر بعلاج وحجز المجذومين لكي لا يخرجوا وقدم المعونة والعلاج بالمجان، وأحضر الاطباء والمعالجين واجزل لهم العطاء.

في صدر الدولة العباسية بنى المنصور دورا للعجزة وكذلك للأيتام وأخرى لعزل المجانين، وأنشأ الرشيد بيمارستانين وجلب لهما الأطباء من المستشفى الساساني في جندي سابور في إیران. كان المشرف على هذا البيمارستان في مدينة جند يسابور الأطباء النساطرة ومنهم آل بختيشوع تحت الحكم العباسي. ففي عام ١٤٨هـ/٧٦٥م مرض الخليفة العباسي المنصور بمرض في جهازة الهضمي قاستقدم طبيب اسمه جرجس بن بختيشوع فقام بعلاج الخليفة، وعلى أثر ذلك كثر اعتماد الخلفاء على العباسيين على أطباء جند يسابور مما أثر في تضاؤل العمل في بيمارسان جند يسابور بالتدريج واختفاء مدرسته في القرن الرابع الهجري. [1].وفي نهاية القرن التاسع بنى المعتضد بيمارستانا. في سنة 872 بنى ابن طولون بيمارستانا في الفسطاط و"شرط أنه إذا جيء بالعليل فُرِش له وأُلبس ثيابا ويراح بالأدوية والأغذية والأطباء حتى يبرأ" وكانت فيه خزانة كتب تحوي ما يزيد على 100 ألف مجلد في سائر العلوم وعمل في آخره ما يشبه العيادات الخارجية في عصرنا هذا.

في سنة 918 م أنشأ البيمارستان المقتدري في بغداد وآخر باسم أم المقتدر ورتب له 24 من أشهر أطباء زمانه فيهم الجراحون والمجبرون والفاصدون والأطباء الطبيعيون وفي سنة 949 م بُني البيمارستان العضدي. في 1181 م، وأنشأت في دمشق دور للعلاج وعيادات للعلاج بجانب البيمارستان الأول الذي بناه الوليد وأنشأ صلاح الدين الأيوبي بيمارستانا في القاهرة ووصفه الرحالة ابن جبير، إلا أنه لم يبق منه أثر في يومنا هذا، وذكرت دور العلاج والشفاء التي كانت قائمة في دمشق وقد وصف وكتب المؤرخون مدى ما كان عليه من خدمات العلاج في بيمارستان دمشق وخدماته المجانيه التي كان يقدمها وما وضع في خدمة المرضى من معالجين واطباء ووصف دقيق لاقسام وغرف البيمارستان.

في 1224 م بنى الملك المنصور قلاوون البيمارستان المنصوري ضمن مجموعته المعمارية التي لا يزال بعضها قائما في القاهرة، وأدخل فيه كل مبتكر وقد وصفه المقريزي كما وصفه ابن بطوطة؛ كما كتب عنه ابن عبد الظاهر في كتابه "تشريف الأيام" أنه "بيمارستان عظيم الشأن لا تصل همة ملك إلى ابتناء مثله"، وقال عنه ابن شاكر الكتبي في كتابه "فوات الوفيات" إنه "البيمارستان العظيم الذي لم يكن مثله"، وقال القلقشندي في كتابه "صبح الأعشى" إنه "البيمارستان المعروف الذي ليس له نظير في الدنيا". وقد ظل قائما إلى حملة نابليون على مصر في بدايات القرن التاسع عشر ووصفه جومار وصفا مطولا فكتب عنه في كتاب "وصف مصر" أن المريض الواحد في البيمارستان المنصوري في عصور ازدهاره كان يتكلف ديناراً في اليوم، وله في خدمته شخصان كما أن المرضى المصابين بالأرق كانوا ينقلون إلى قاعات منفصلة حيث يستمعون إلى عزف جيد الإيقاع، أو يتولى رواة متمرنون تسليتهم بالحكايات، وفور أن يسترد المريض صحته يتم عزله عن بقية المرضى، ويمنح عند مغادرته للبيمارستان خمس قطع ذهبية. كانت في البيمارستان المنصوري أقسام للرمد والجراحة والأمراض الباطنية، كما كانت فيه قاعة للأمراض العقلية ملحق بها حجرات لعزل الحالات الخطرة، وكان ينقسم إلى جناحين أحدهما للنساء فيه كل ما في جناح الرجال، وكان فيه مدرسة للطب فيها صالة محاضرات زودت بمكتبة.

و لم يبق من البيمارستان المنصوري سوى بقايا إيوانين: قسم من الإيوان الشرقي به سبيل، وجزء من الإيوان الغربي به سبيل كذلك، كانت تنساب إليه المياه وتخزن في حـوض، ولا يزال استعمال هذا المستشفى (بمبان حديثة) قائماً حتى الآن لعلاج أمراض العيون.

في دمشق أنشأت مستشفيات عديدة منها البيمارستان الكبير البيمارستان النوري الذي شيده نورالدين زنكي وكان من أهم مشافى البلاد الإسلامية عمل به مشاهير العلاج والاطباء وكانت في البيمارستان النوري اقسام عديدة لكل أنواع الامراض وعيادة خاصة أو (صيدلية) تقدم الادوية والعلاج للمرضى والبيمارستان النوري في حلب، أضافة لعدد من العيادات ودور العلاج.

أنشأ الأمويون أول مستشفى في الأندلس عام 1305 م في مدينة غرناطة, وفي ذلك العصر عرف العرب المسلمون المستشفيات المتنقلة، ومنها ما كان يحمله أربعون جملا.